الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "حزب الله" يتحوّل حرس حدود مع سوريا لمنع توغّل "التكفيريين" نبرة عاشوراء طوت التأليف، و١٤ آذار: مَن

"حزب الله" يتحوّل حرس حدود مع سوريا لمنع توغّل "التكفيريين" نبرة عاشوراء طوت التأليف، و١٤ آذار: مَن

19.11.2013
سابين عويس


"حزب الله" يتحوّل حرس حدود مع سوريا لمنع توغّل "التكفيريين" نبرة عاشوراء طوت التأليف، و١٤ آذار: مَن أشعل عليه أن يُطفئ
النهار
الاثنين 18/11/2013
إذا كانت النبرة العالية لخطابي الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في ذكرى عاشوراء قد طوت ملف تأليف الحكومة، وخصوصاً أن رد الرئيس سعد الحريري جاء ليؤكد المعلومات التي توافرت لفريق الثامن من آذار عن الرغبة السعودية في استمرار الستاتوكو الحكومي، فإن العامل الوحيد الذي يخرق جمود المشهد السياسي المحلي يؤول نحو ترقب ما ستحمله معركة القلمون التي بدأت معالمها تتضح في الايام القليلة الماضية.
ليست الخشية وحدها من حركة النزوح الإنساني الذي بدأ يسجل من القرى السورية المحيطة والأرقام تتحدث عن آلاف الاشخاص النازحين، بل هي تتمثل في النزوح العسكري الذي قد تؤججه حدة المعارك من جهة، وعامل الطقس من جهة اخرى مع اقتراب فصل الشتاء، وتوقع الثلوج على المرتفعات على طول سلسلة جبال لبنان الشرقية التي تشكل وفقا لمعلومات أمنية، مرتعا لعناصر "جبهة النصرة" وداعش وتوابعهما.
فبحسب المعلومات الأمنية المتوافرة، يسجل وجود نحو ٣٠ ألف عنصر على السفح الشرقي ممن كانوا يستعدون لخوض ما عرف بمعركة الشام في نيسان الماضي. ومنذ ذلك التاريخ، تقول التقارير الواردة الى اجهزة أمنية ان الأعداد ظلت ترتفع حتى بلغت هذا الحجم، مشيرة الى انها تتعرض لحصار من الجيش السوري يمنعها من التحرك نزولا في اتجاه الاراضي السورية.
وتشير المعلومات الى ان "حزب الله" في اطار حشده الى جانب الجيش السوري النظامي، قد قلّص حجم عناصره في الداخل السوري مبقيا على ضباط القيادة، ودافعاً بالعناصر في إتجاه الحدود ليعمل حرساً للحدود اللبنانية السورية لمنع توغل من يصفهم بـ"التكفيريين" الى الداخل اللبناني.
وتبدي مصادر أمنية خشيتها من أن تعزيز الحصار السوري على هذه الجماعات سيدفعها نزولا نحو القرى والبلدات اللبنانية ويضعها في إحتكاك مباشر معها، مما سيعرض هذه البلدات ولا سيما في عرسال وجرودها لخطر اندلاع المواجهات العسكرية.
وتذكر المصادر أنه تم إحصاء نحو ١١٠٠ معبر غير شرعي يتم من خلالها تسلل العناصر.
وعلى رغم الكلام الوارد من سوريا عن انهيارات على جبهة القلمون، فإن المصادر عينها تشير الى ان هذه المعركة لن تكون على غرار معركة القصير، بل ستمتد لوقت أطول وستكون لها تداعياتها على المشهد السياسي الداخلي.
وإذا كان في قوى ٨ آذار من يراهن على نتائج الحسم العسكري في سوريا الذي سيعزز موقع هذا الفريق على الساحة الداخلية، ففي ١٤ آذار من يستغرب هذا التفاؤل الكبير المبني في الدرجة الاولى على ما سماه "الغمزة" الاميركية لإيران سائلة الفريق الآخر اذا كان قرأ جيداً بنود الصفقة الاميركية الروسية من جهة، والاتفاق الأميركي الإيراني من جهة اخرى.
ثمة في هذا الفريق من يدعو الى ترقّب تقدم العمل بالمسارات التي انطلقت بزخم أخيراً، ولا سيما بعد التهديد الأميركي بالضربة السورية.
بدت الأولويات الغربية والاميركية تحديداً حيال المنطقة واضحة منذ تجدد مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية وولوجها للمرة الاولى الاتفاق على تبادل الاراضي، مرورا بالاتفاق على نزع الاسلحة الكيميائية السورية بالتزامن مع الاتفاق على الاسلحة النووية الإيرانية وصولا الى إدارة الازمة في سوريا. ليس للبنان مكان على الأجندة الدولية، من دون أن يعني ذلك ان "حزب الله" قد اسقط عنها، فيما يذهب بعض المراقبين الى القول ان التسويات الحاصلة ستكون على حسابه.
في الانتظار، يبقى المشهد الداخلي في حال الترقّب. وفيما تؤكد مراجع بارزة في قوى ١٤ آذار انها مستمرة على مواقفها ورافضة اي خطوة الى الوراء، لفتت الى أن من "أشعل" الساحات بالخطابات الرنانة، في إشارة الى خطابي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، عليه ان يخفض منسوب التصعيد الذي لن يوصله الى اي مكان، الا اذا كان قراره إلغاء المكونات السياسية والطائفية الاخرى التي تقف سداً في وجه مشروعه. علماً أن بعض التواضع والقراءة الواقعية قد تبين له ان الامر ليس له.
وعليه، ترى هذه المراجع ان الحكومة الحيادية التي يطالب بها فريقها السياسي باتت اليوم اكثر إلحاحا للخروج من المأزق الحكومي الذي بدأ يلقي بثقله على الاستحقاق الرئاسي مع ضيق المهل المتاحة امام التأليف.