الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حزب الله يجر لبنان لحرب مع إسرائيل

حزب الله يجر لبنان لحرب مع إسرائيل

01.02.2015
يوسف الكويليت



الرياض
السبت 31-1-2015
هل سيتورط حزب الله في الدخول في حرب مع إسرائيل يحرج بها حكومة لبنان ويضطر لسحب قواته من سورية تحسباً لمعركة طويلة؟، وماذا عن موقف إيران؟ هل تهب لمساعدة حزب الله في حال تورط في هذه الحرب؟ وما انعكاسات ذلك على المفاوضات مع الغرب وأمريكا حول المفاعلات النووية، وكيف ستسير الأمور في الداخل السوري، هل يغامر الأسد بنقل المعركة خارج أرضه مدفوعاً مع حزب الله لتلبية الرغبة الإيرانية؟..
هذه الأسئلة مدار الأحاديث والتعليقات خلال الساعات الماضية، وربما أن "نتنياهو" حصل على فرصة العمر بإشعال هذه الحرب وتدمير أكبر كم من عتاد حزب الله ليكسب جولة الانتخابات القادمة، ويعزز هيبة جيشه، ويرسل خطاب إنذار لإيران بأن ذراع إسرائيل طويلة، وماذا عن موقف المجتمع الدولي، وخاصة الحليف لسورية وإيران ونعني روسيا وأيضاً أمريكا وأوروبا المتحالفتين مع إسرائيل، أم الأمور في الظروف الحالية لا تقاس بأزمنة سابقة عندما كانت إسرائيل هي من يختار الضربة ويقرر وقفها أو الاستمرار بها إذا علمنا، ومن مصادر إسرائيل نفسها، أن تسليح حزب الله قوي ويعادل أضعاف قوة الجيش اللبناني، وأن التورط في حرب استنزاف طويلة قد تخلق لإسرائيل ظروفاً لا تستطيع معها المغامرة، وأن عملية تدمير غزة قد لا تكون بنفس السهولة مع جنوب لبنان؟..
التوقعات بحرب وشيكة ربما لها دوافعها، أي رد الاعتبار لحزب الله الذي واجه أكثر من ضربة وادعاؤه أنه خط المقاومة تجاه إسرائيل يفرض عليه، على الأقل، بهذا الدافع أي عنصر المقاومة أن يتحرك ولو بشكل محدود، نفس الأمر مع إسرائيل فهي تخشى مفاجآت حرب خنادق ووسائل أخرى تعيد سيرة حروبها مع غزة والضفة والتي فرضت عليها بناء حائط صد ضد تلك الغزوات، غير أن امتناعها عن استعمال ضرباتها ستواجَه الحكومة في الداخل بعناصر القوى الضاغطة والتي ربما تطيح ب "نتنياهو" لصالح تيار أكثر تشدداً وعنفاً؟
الموقف الدولي سيبقى متفرجاً إلا إذا حدث مالم تتوقعه الدول الأعضاء في مجلس الأمن بالبحث عن حل غير تواجد قوات الأمم المتحدة على حدود البلدين غير أن إسرائيل بموازين القوى الأكبر من حيث التسلح والتدريب وتجارب خوض المعارك، تدعمها استخبارات تعرف -ربما- أسرار حزب الله وكل ما يدور في لبنان، ومع ذلك فكل حرب تولّد مقاومة وقد لا يكون الشعب اللبناني محايداً، أمام مثل هذه المعركة، رغم أن بعض الأحزاب وأعضاء في الحكومة والطوائف الأخرى يتمنون مثل هذه المعركة للتخلص من قوة حزب الله ليكون الجيش في المستقبل هو من يفرض هيمنته وإدارته للدولة المنزوعة الرئاسة وشبه المجمدة بسبب ذلك الحزب..
إسرائيل أيضاً قد لا تريد إضعاف حزب الله وهو يخوض حربه في سورية لأن نشوء (داعش) جديدة في لبنان وسورية على حدودها، يعني أن الأمور ستفرض عليها الدخول في معارك طويلة مع جماعات انتحارية لا يهمها أن تدمر كل سورية، وأن وجود حزب الله على حدودها ويقوم بدور المحارب لجماعات الإرهاب يخدمها، وهذا أمر يجعل جميع الاحتمالات قائمة، ولكن ستصحبها مفاجآت لا أحد يدري نتائجها.