الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "حزب الله" في سوريا: إلى اين؟

"حزب الله" في سوريا: إلى اين؟

16.04.2013
علي حماده

النهار
الثلاثاء 16/4/2013
كما كان متوقعا، ارتفعت وتيرة تورط "حزب الله" في القتال الدائر في سوريا بين الثورة والنظام، وازداد انغماسه في القتال الى جانب نظام بشار الاسد، حتى صار يقاتل على اكثر من جبهة من ضواحي العاصمة دمشق (السيدة زينب) وصولا الى قلب مدينة حمص مرورا بالزبداني والقصير وريفها. ومن نتائج التورط بالدم السوري سقوط قتلى للحزب في سوريا وعودتهم الى ارض بلادهم ليشيعوا كـ"جهاديين" وفقا لادبيات الحزب الذي دفع بهم الى الموت، في حين انهم قاتلوا في سوريا كـ"غزاة"، حتى ان الملايين من السوريين ما عادوا يرون في "المقاومين السابقين" سوى قوة احتلال لا تختلف في موقفها الوطني والاخلاقي عن الاحتلال الاسرائيلي، مما يستوجب مقاومتها تماما كما يُقاوم الاسرائيلي على اي ارض عربية او اسلامية.
هذه الصورة تختصر بكل أسف سياسات "حزب الله" في سوريا. وحين يرد الثوار بقصف بلدات لبنانية في الاصل كانت وادعة ويقتل اطفال لا شأن لهم في كل ما يحدث، يرد الحزب بلسان وجوه بارزة منه مطالبا الدولة اللبنانية بالدفاع عن الحدود، وإلا فإن "الدفاع" سيكون ذاتيا! هل من تناقض مع المنطق اكثر مما قاله الشيخ محمد يزبك؟ فهو لم ير ان حزبه يقتل من السوريين بالمئات، ويشارك بشار في قتله الآلاف. ولا يرى ان مسلحيه يحاصرون القصير وبلداتها، ويحاول اقتحام الاحياء الثائرة في حمص بعد ما جرى تدميرها وتسويتها بالارض. وحتما لا يرى مسلحيه وقتالهم الميليشيوي في السيدة زينب التي تبقى حتى اشعار آخر أرضا سورية لا شأن لهم فيها ايا تكن المبررات. نحن نقول: كان الاولى بكم  وانتم تحتجون على مشاركة مجاهدين عرب في الدفاع عن المظلومين في سوريا، ان توقفوا ارسال ميليشياتكم الى سوريا لقتل السوريين. اما كفاكم قتل اللبنانيين وظلمهم عاما بعد عام؟ اما كفاكم تدمير العيش المشترك في لبنان، وافساد البلاد بسياساتكم القائمة على الاستقواء بالسلاح؟
بالامس أعيدت اليكم نعوش شبان ارسلتموهم الى ارض غير ارضهم، وقد وجهوا لقتل شعب آخر مظلوم. وغدا سوف تعاد اليكم نعوش اخرى، ولن يتوقف تدفق نعوش شبان هم اكثر من ظلم. فقد أحرقتهم تبعيتكم، وفاشيستيتكم، وقلوبكم المتحجرة التي لا ترى من الدنيا سوى الوظيفة التي من اجلها وجدتم. انكم تجنون على الشيعة في لبنان، وتجنون على اللبنانيين معهم.
اليوم تقتلون السوريين على ارضهم، وتمعنون في ظلم الشعب الثائر، وتتصرفون كقوة غزاة ومحتلين. وغدا ستستدرجون الحرب الى بلادنا من فرط ارتهانكم. وبعد غد سوف تُغرقون شيعة لبنان في حرب ما ارادوها في الاصل، وستورثونهم احقادا لعشرات السنين مع عشرين مليونا من الذين يضعونكم اليوم في مرتبة الاسرائيلي. والسؤال برسم قيادة "حزب الله": الى أين؟