الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حزب الله .. جيش إيراني بأرض عربية

حزب الله .. جيش إيراني بأرض عربية

14.06.2013
عبدالهادي الخلاقي

الشرق القطرية
الجمعة 14/6/2013
أعلنت سفارة الجمهورية الإيرانية في بيروت عن فتح أربعة مراكز اقتراع في لبنان للانتخابات الرئاسية في إيران، المركز الأول في مقر السفارة الإيرانية في بيروت والثاني في حوزة الإمام المنتظر في بعلبك، والثالث في حسينية عاشوراء في النبطية والمركز الرابع في مركز جوال، هذه المراكز الأربعة في بلد بحجم لبنان التي تعتبر صغيرة نسبيا بينما سفارة جمهورية مصر العربية في الرياض فتحت مركز اقتراع واحدا فقط للانتخابات المصرية رغم كبر مساحة السعودية التي تفوق لبنان بعشرات الآلاف.
إذا هل أصبحت لبنان محافظة إيرانية حتى تفتح فيها أربعة مراكز اقتراع، وبأي حق تستخدم السفارة الإيرانية دور عبادة لبنانية (حسينيات) كمراكز اقتراع لانتخابات الرئاسة الإيرانية؟! هل يحق للبنانيين المنتمين إلى حزب الله انتخاب رئيس للجمهورية الإيرانية، ما لم يكونوا إيرانيين بالأصل وإنما يمتلكون هوية لبنانية زائفة؟! إذا كان نظام الانتخابات الإيرانية لا يسمح لغير الإيرانيين بانتخاب رئيس، ألا يؤكد فتح أربعة مراكز اقتراع في لبنان أن لبنان تعج بالإيرانيين المنتمين إلى حزب الله إيرانيي الجنسية؟!
ما هي هوية حزب الله هل هو حزب لبناني أم معسكر إيراني متمركز في لبنان؟! وما هو هدف هذا الحزب ولماذا سمح له أن يمتلك هذه الترسانة العسكرية الكبيرة ابتداء من الرصاصة إلى الطائرة؟!
أمريكا أنفقت تريليون دولار لمحاربة القاعدة لأنها استشعرت بخطرها على أمنها القومي وبما أننا نسمع بتصريحات أمريكية وإسرائيلية بخطر حزب الله على أمن إسرائيل لماذا يُسكت عنه ويغض الطرف عما يمتلكه من أسلحة تفوق بملايين المرات ما تمتلكه القاعدة؟! ألا يوحي هذا بأن حزب الله لم ولن يشكل خطراً على إسرائيل؟!! كان العرب والمسلمون يؤمنون بأن مليشيات حزب الله هم من اللبنانيين وانطوت هذه الكذبة على الجميع إلى أن جاءت الثورة السورية خاصة معركة القصير التي أثبت فيها حزب الله أنه جناح للحرس الثوري الإيراني ويعمل تحت إمرته، فما تقوم به مليشيات حزب الله في القصير من انتهاك لخصوصية الشأن السوري ورفض الحكومة اللبنانية الزج باللبنانيين في هذه الحرب دليل على أن عناصر الحزب ليسوا لبنانيين ولا يأتمرون بقوانين الحكومة اللبنانية وليس للحكومة اللبنانية سلطة عليهم وكأنهم "دولة داخل دولة". كيف نسي اللبنانيين فضل أهل القصير عليهم أثناء حرب 2006 بهذه السهولة لولا أن هناك أوامر صادرة من العاصمة طهران تؤصل الحقد الطائفي الدفين ضد أهل السنة في القصير، التي تعتبر ساحة البطولات وأرض الشهداء سطر على ترابها المجاهدين الشجعان ملاحم سيخلدها التاريخ الحديث جاءوها للدفاع عن المستضعفين الذين استباح نظام الطاغية بشار وعناصر حزب الله ومليشيات المالكي لحرمات ساكنيها فطغوا في البلاد وقتلوا أبناءها واغتصبوا نساءها وهدموا إحياءها ودمروا مآذنها فأصبحت أطلالا خاوية بعد أن كانت ملجأ ومنجى وملاذاً أمناً للبنانيين إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان سنة 2006 واليوم حزب الله يرد الجميل لأبناء القصير بهذه الصورة الوحشية البغيضة، وصدق الشاعر زهير بن أبي سلمى حين قال: ومن يصنع المعروف في غير أهله -- يكن حمده ذماً عليه ويندمِ.
ما يجري الآن في القصير هي حرب مدن لا يجيدها إلا من لديه خبرة واسعة ولديه جلد وإيمان ويقين بقضيته التي يقاتل من أجلها وهذا الإيمان يمنحه القوة للتغلب على عدوه وبلا شك فإن هذه الحرب تتخللها تضحيات جسام، وأهم تكتيكات هذه الحرب هو الضرب والاختفاء ويكسب الحرب من كان السكان المحليين بصفه وإن ضعف فترة من الوقت إلا أنه سيعاود الكرة لتصبح الحرب استنزافا تضعف من خلالها قوة العدو البشرية والمعنوية وهذا يؤدي إلى فقدان العدو المواصلة ويتقهقر وتتحقق الانتصارات من خلال المناورات وتركيز القوة والمفاجأة وهذا ما يحدث في القصير حيث انسحب الجيش الحر انسحابا تكتيكيا ليستدرج قوات الأسد عناصر حزب الله إلى الشوارع ليضيقوا عليهم ويحصروهم في شوارع ليكون الانقضاض عليهم أسهل وأكثر تركيزا وهذا مبدأ الحرب خدعة وقد شاهدنا الخسائر البشرية الكبيرة التي مني بها جيش الأسد وعناصر حزب الله في القصير ومازالت الحرب قائمة في القصير ولن تنتهي كما يروجون لها.