الرئيسة \  مشاركات  \  حسن نصر الله! عندما يزيف الحقائق!

حسن نصر الله! عندما يزيف الحقائق!

11.05.2015
الطاهر إبراهيم





قبل أيام أطل علينا حسن نصر الله من داخل محبسيه (عقله ومخبأه) يتهكم على عاصفة الحزم التي أطلقتها السعودية ضد الحوثيين: "لماذا لم نجد عاصفة تهب من السعودية على إسرائيل ولا حتى نسمة هوا؟". ونحن نقول من بيته من زجاج فلا يضرب بيوت الآخرين بالحجارة. فقد نسي نصر الله أن حليفه الأسد المقاوم الممانع بشار، هاجمه طيران إسرائيل أكثر من 20 مرة، فقصفت طائراتها دمشق ودمرت أسلحة كانت ستنقل لحزب حالش. كان وزير إعلام الأسد المقاوم يقول: سنرد في الوقت المناسب. وحتى يوم اخترقت طائرة إسرائيلية حاجز الصوت فوق قصر الأسد في اللاذقية لم يحرك ساكنا ولم يدافع عن "..." في منتجعه الصيفي!
وقبل سنة ونصف في15 تشرين ثاني أطل نصر الله من محبسيه بمناسبة عاشوراء ليقول:(إن وجود مقاتلينا على الأرض السورية، هو للدفاع عن لبنان والقضية الفلسطينية، وعن سوريا بمواجهة كل الأخطار التي تشكلها هذه الهجمة الدولية الإقليمية التكفيرية على هذا البلد). يومها كان نصر الله يكذب على أولئك الذين حشروا أنفسهم يستمعون إليه في تلك القاعة التي لا تكاد تجد فيها موضع قدم. كان هؤلاء كما يقول المثل: "حاضري الأجساد غائبي العقول"، لا يجرؤ واحد منهم أن يستوضح عن أي قضية يذكرها في خطابه.
اليوم يقف السوريون من أبناء يبرود وعسال الورد والجبة وما جاورهن في القلمون، يريدون أن يثأروا للقصير التي دمرها نصر الله قبل أكثر من سنتين، زاعما إنهم يدافعون عن المراقد. فأين هي هذه المراقد بالقصير والقلمون وحلب وفي الساحل السوري؟ هذا إذا سلمنا أن السيدة زينب قد دفنت في دمشق.
عندما خطف حزب حالش جنديين إسرائيليين في عام2006، وقف السوريون يؤيدونه وفتحوا بيوتهم لمن لجأ إليهم من أبناء الضاحية الجنوبية حين هاجمت إسرائيل مواقع الحزب صيف عام 2006. قاسموهم بيوتهم وقدموا لهم الطعام والشراب. هاهو نصر الله اليوم يرد للسوريين في دمشق والغوطة معروفهم ضيافتهم، فيهجرهم من مدنهم وقراهم التي استضافوا فيها أبناء الضاحية الجنوبية، فانحازوا إلى جبال القلمون يلجأون إليها.
اضطر السوريون لقتال هؤلاء الذين أضافوهم قبل تسع سنوات، فكان مثلهم ومثل هؤلاء كمثل الذي ربّى بين أغنامه جروَ ذئب يرضعه من حليبها. عندما كبر الجرو وصار ذئبا أنشب أنيابه في رقاب الغنم فقال الرجل:  عقرت شويهتي وفجعت قلبي     فما أدراك أن أباك ذيب؟
إذا كان الطباع طباع ذئب         فلا لبن يفيد ولا حليب.
لا نقول إن نصر الله غير جلده عما كان عليه يوم كان يحارب إسرائيل في الجنوب اللبناني،فلم يتغير طباع الذئب فيه، لكنا كنا نحن لا نرى فيه إلا وجه "العملة" الذي يسرنا. كانت الجماعة الإسلامية اللبنانية يقاتل مجاهدوها جنبا إلى جنب مع مقاتلي حزب حالش في الجنوب اللبناني. ولأنهم إنما كانوا يقاتلون في سبيل الله، فقد استطاع نصر الله سرقة النصر ونسبه لحزبه، وأنه هو وحده من أرغم إسرائيل على الانسحاب من الجنوب عام 2006.
لا نطالب اليوم نصر الله أن يرد الجميل، فإنه لا يعرف الجميل ولا يعترف به إلا للصفوين في إيران. وحتى أبناء جلدته من شيعة لبنان، فقد تنكر لهم بعد أن رفضوا أن يوافقوه على مذهبه الباطل في بيعة ولي الفقيه.
مؤخرا سمعنا نصر الله قبل أيام يشكو عبر الكوة التي يطل منها من كثرة القتلى بين جنوده في القلمون وشاركه في النفاق الذئب الأغبر نبيه بري.قال نصر الله هذا الأمر لا يمكن أن يستمر. إن المعركة في القلمون واقعة لا محالة. نسي أنه إنما "ينفخ في قربة مقطوعة"، فأيام القصير مضت ولن تعود، وأن هذا التهديد لا يخيف أبطال جيش الفتح فقد خرجوا ليقاتلوه فيستشهدوا.
إذا كان مقاتلو حزب حالش يقاتلون قرب البقاع، يهربون إليه بجلودهم، فإن مقاتلي جيش الفتح إنما يدافعون عن بلداتهم, وليس لهم إلا إن يقتلوا هؤلاء الروافض أو يستشهدوا في القلمون.
أبطال جيش الفتح أعادوا إلينا خطط خالد بن الوليد وهو يحارب فارس. أرسلوا رسالة قصيرة مفادها أنهم انسحبوا انسحابا تكتيكيا. ظن جنود "حالش" أنهم هربوا، فتقدموا إلى عسال الورد وإلى الجبة. عندها فاجأهم أبطال جيش الفتح وأصلوهم نيرانا قاتلة.حاول الروافض أن يرتدوا  نحو جبال لبنان الشرقية فقتل من قادتهم أكثر من 12 رافضي، ومن الجنود أكثر من أربعين حتى فجر يوم الأحد 10 أيار.
يبقى أن نذكر أن بعض أحياء بلدة عسال الورد كانت بيد النظام قبل المعركة الأخيرة، وهذا ما حاول النظام أن يظهره في التلفزيون، ليقول أنه احتل البلدة.