الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حكاية الخديعة تتكشف

حكاية الخديعة تتكشف

05.02.2014
اليوم السعودية


الاثنين 3/2/2014
بقى يومان فقط من المدة المتفق عليها ونظام الأسد لم يسلم سوى ما يساوي 5% من الأسلحة الكيماوية التي رصدها الخبراء الدوليون تمهيداً لتدميرها في نهاية يونيو.
وبدأت واشنطن لاهثة تلاحق الأسد وجماعته ومجموعاته ورعاته في موسكو، راجية منهم أن يحثوا الأسد على استكمال إرسال الأسلحة.
وفي الحقيقة فإن صفقة تدمير الأسلحة الكيماوية للنظام السوري ليست أكثر من خدعة إيرانية ذكية للحزب الديمقراطي الأمريكي الحاكم لاغرائه بأسلحة الأسد الكيماوية، ثم اغرائه بوعد تقديم تنازلات في الملف النووي، والهدف الإيراني في الأصل، هو شراء الوقت للأسد كي يتمكن ويرتب أوضاعه في سوريا، وأيضاً يوزع الأسلحة الكيماوية على حلفائه في لبنان والعراق وإيران. ومثل الأسلحة الكيماوية تحاول واشنطن ملاحقة طهران للحصول منها على تنازلات في الملف النووي، وواشنطن ربما تعلم أو لا تعلم أن مفاوضيها الإيرانيين لا يملكون إلا الكلام، أما الفعل فهو لدى المرشد الإيراني وحرسه الثوري، إضافة إلى أن من تقاليد الثلة الحاكمة في طهران أن تبلع وعودها في أي وقت، وهي مستمرة في منافقاتها وحروبها الطائفية العرقية الاجتثاثية لكل آخرين في إيران والعراق وسوريا وفي كل مكان يملك فيه نظام طهران السيادة والتصرف.
ليست المرة الأولى التي يخدع فيها الإيرانيون واشنطن، ولكن المؤسف أن ثمن هذه الخديعة الأخيرة هي أرواح السوريين الذين تلكأت واشنطن عن مساندة ثورتهم، وركضت وراء سراب الوعود الإيرانية، وأسلحة الأسد الكيماوية التي لن تصل كلها إلى الغرب ولن يكشف منها إلا ما تود طهران كشفه، خاصة أنها ورقة طهران الذكية التي تعدها كما يبدو منذ مدة طويلة لإسكات غضب الأمريكيين، وهي قد رتبت لها بعناية كي تكون هدية لواشنطن قبل أن تقدمها إدارة أوباما على أساس أنها انتصار أمريكي حاسم وعبقرية سياسية، والدليل أن هذه الصفقة لم تثر حماس إسرائيل التي يبدو أنها تعلم أن الأسلحة التي يسلمها الأسد ليست إلا قليلا من الترسانة الضخمة، وتهدف إلى تضليل الديمقراطيين الأمريكيين وشراء الوقت للأسد وتثبيت جيوب طهران في سوريا.