اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ حكمُ الأكثرية ، تقبله النفوسُ على مَضَض .. فكيف تقبل حكمَ الأقلية !؟
حكمُ الأكثرية ، تقبله النفوسُ على مَضَض .. فكيف تقبل حكمَ الأقلية !؟
20.05.2018
عبدالله عيسى السلامة
1) قال الشاعر المهجري إيليا أبو ماضي :
لمّـا سألـتُ عن الحقيـقةِ، قـيلَ لي: الحـقّ ما اتّـفَق السـواد عليـهِ
فعَجبتُ ، كيف ذبَحتُ ثَوري في الضحى والهنـد سـاجدةٌ هنـاك ، لَـديهِ
نَـرضى بحكـم الأكـثـريّة مثـلـما يَرضـى الوليـد الظلـمَ مِن أبَويهِ
إمّا لـغـُنـمٍ يَرتَـجـيـه منهـمـا أو مِـن مَخافـةِ أنْ يجـارَ عليـهِ
2) مالم يقبله موسى النبيّ ، مِن الخضر المؤتى علماً ربّانياً .. هل يَقبل مثلَه رجلٌ عادي ، من رجل عادي !؟
* موسى نبيّ ، من أولي العزم .. التقى بالخضر ، بتوجيه ربّاني ، ليعلّمه بعضَ ماعنده من العلم ! وأخذ منه الخضر وعداً ، بألاّ يسأله عن شيء ، حتّى يحدث له منه ذكراً ! ومع ذلك ، لم يستطع موسى الصبر ، حين رأى من الخضر ، أفعالاً خطيرة أحدها : خرقُ السفينة في البحر، بصورة تهدّد حياة الناس بالغرق.. والثاني : قتل غلام بريء دون ذنب ارتكبه ! ثم رأى فعلاً ، يدعو إلى العجب والدهشة ، وهو : إقامة الخضر جداراً يوشك على الانهيار، في قرية أبت أن تقدّم لهما ، لقمة طعام ، يأكلونها ! لم يستطع موسى الصبر ، على أيّ من الحالات الثلاث ، برغم تعهّده في كل مرّة، بأنه سيكون صابراً، ولايسأل الخضر عن شيء، ممّا يرى ، من أفعاله ! وبعد أن أوضح له الخضر ، الحكمة من كل فعل فعلَه ، وأنه ، إنّما فعله بتوجيه رباني .. عرف الحقيقة واطمأنّت نفسه !
* وعلى ضوء هذه القصّة القرآنية، يمكن طرح بعض التساؤلات، حول القرار الفردي، أو قرار الأقلّية ـ إذا كان حكم الأكثرية ، أو قرارها ، مقبولاً على مضض ، لدى الناس الذين يرون فيه خطورة ، أو أموراً تدعو إلى الدهشة والعجب ـ ! إذ كيف يصبرون على ما لمْ يحيطوا به خبراً ، وليس صانع قرارهم ، ممّن يحملون علماً لدنّياً ربّانياً ، وليس لهم نبوّة كنبوّة موسى !؟
رأي الفرد غير المعصوم ، أو مجموعة الأفراد غير المعصومين..كيف يتعامل الناس معه، إذا كان له مساس خطير ، بأمور حياتهم ، ومصير أهليهم وأوطانهم .. سواء أكان الفرد ، أو مجموعة الأفراد ، في بعض مواقع السلطة .. أم في قيادة مدينة ، أو قبيلة ، أو قرية ، أو حزب ، أو ناد ، أو مؤسّسة اقتصادية ، أو اجتماعية !؟
هنا يطرح سؤال آخر ، متفرّع عن هذا السؤال ، هو :
ـ هل الجهة صانعة القرار ، فرداً كانت ، أم مجموعة .. مفوّضة من قبل الناس ، الذين تصنع لهم القرار ، أم لا !؟
- فإذا كانت مفوّضة بذلك ، وفق قواعد واضحة ، للتفويض ، بعرفها الجميع .. فإن القرار يكون قرار أكثرية ، وينطبق عليه قول أبي ماضي ، في الأبيات الأربعة ، المتقدّم ذكرها ! أيْ أن القرار ، قد يكون مقبولاً على مضض ، لدى بعض الأفراد ، أو الفئات .. ولا حجّة لأحد ، في نقضه ، أو الاحتجاج عليه.. مادام خالياً من الخطأ ، ومن التعسّف في استعمال الحقّ ، الذي هو ، هنا ، الصلاحية في اتّخاذ القرار ، وفي كيفية تنفيذه !
- إذا صدر القرار، عن جهة غير مفوّضة من قبل الأكثرية ، باتّخاذه ، أو اتّخاذ مثله.. فإنه يكون مدعاة لاحتجاج واسع ، من قبل أطراف كثيرة .. حتى لو كان فيه نفع للمجموع ! لأن تجاوز الصلاحية ،هو، بحدّ ذاته ، يحمل خطراً كبيراً، على المجموع ، وينذر بأنّ ثمّة شراً مستطيراً ، ينتظر هذا المجموع ، من قبل الجهة التي صنعت القرار دون تفويض ! إذ ، ربّما تجاوزت صلاحيتها ، في اتّخاذ قرارات أخرى ، فيها تدمير للمجموع .. ولا يحقّ لأحد محاسبتها ، عندئذ ! لأن مَن عوّدها على غضّ النظر، عن تجاوز صلاحياتها ، بقبوله القرار الصائب منها ، دون مراجعة أو اعتراض .. يصعب عليه ، أدبياً ، الاعتراض على القرارات الأخرى ! وهكذا يكون خطأ الصمت ، على القرار الصائب غيرالشرعي .. سنّة لازمة ، لتكرار خطأ الصمت ، على القرارات الأخرى !
*) على ضوء ماتقدّم ، يتّضح مقدار الخطر، الذي تتعرّض له الشعوب ، من الحكم الاستبدادي .. سواء أكان المستبدّ فرداً ، أم مجموعة من الأفراد !