اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ حكّامنا – النِعَم.. و.. النِقم - : بين شرعيّتَي الابتداء والأداء
حكّامنا – النِعَم.. و.. النِقم - : بين شرعيّتَي الابتداء والأداء
09.05.2018
عبدالله عيسى السلامة
الحاكم - سواء أكان فرداً أم مجموعة - من أعظم النعم على شعبه ، في حال صلاح هذا الحاكم ، والتزامه بأهمّ ركيزتين ، من ركائز الحكم الرشيد ، وهما : الشورى والعدل .
الحاكم أسوأ نقمة على شعبه ، إذا فَرض نفسه عليه فرضاً، دون رغبة من الشعب، أو رضى ، أو اختبار.. ثم عاث في البلاد فساداً، واستبدّ برأيه ، وخنقَ أنفاس الناس ، في بلاده !
للحاكم شرعيتان : شرعية (الابـتداء) أيْ: الانتخاب الحرّ النزيه.. وشرعية الاستمرار في السلطة، وهذه – الأخيرة - شرعية مبنية، أساساً، على التزامه ، بما عاهد الناس عليه، واختاروه على أساسه، من مبادئ وقيم وبرامج..ويمكن تسميتها شرعية (الأداء)!
إذا فقد الحاكم شرعية الابتداء ( الاختيار) ، أيْ : فرَض نفسه على الناس ، دون أن يختاروه ، إلاّ أنه سار فيهم سيرة حسنة ، بالعدل والشورى ، وحسن الخلق ، والحرص على أمن البلاد ومصالح العباد .. كان لهم في ذلك عزاء ، عن شرعية الاختيار، التي لم تتحقق في البداية ، لأنهم إنّما يختارون الحاكم ، ليحقق لهم الأمور المذكورة ، مِن عدل وأمن ونحو ذلك ! فيكون قد حقّق لنفسه ، لدى شعبه ، مكانة مُرضية ، يحرص على أن يصبغها ، بصبعة الشرعية ، بقوّة الأمر الواقع .. في حكم لم يكن شرعياً ، في الأصل ! وما أكثر الحكّام ، الذين حكموا شعوبهم ، دون اختيار ، في القديم والحديث ، وفي سائر أنحاء العالم..فأحسن بعضهم ، وأساء أكثرهم ؛ فوضعوا شعوبهم ، بين كلفتين باهظتين: كلفة خلعهم ، وكلفة تحمّل ظلمهم وفسادهم !
إذا اختار الناس الحاكم ، ظناً منهم أنه صالح لحكمهم ، ثمّ تبين لهم ، أن اختيارهم له، بنيَ على وهم ، وأنه ليس كما حسبوا ، من حيث الكفاءة والصلاح والعدل ، أو أنه كان صالحاً عند اختياره ، ثمّ غيّرته السلطة ، أو طرأت عليه طوارئ أفسدته .. إذا حصل هذا ، كان للناس عزاءٌ ، في أنهم قد اختاروه بأنفسهم، وعليهم تحمّل مسؤولية اختيارهم، والانتظار حتى يُتِمّ مدّة حكمه ، أو المبادرةُ إلى خلعه دستورياً ، إذا استطاعوا !
إذا فقد الحاكم شرعية الاختيار( الابتداء) ، ثمّ سار في الناس سيرة سيئة ، يكون قد جمع الشرّين معاً، شرّ التسلّط على الناس، دون اختيار منهم، وشرّ السيرة السيئة..أي: لاشرعية ( ابتداء ) ولا شرعية ( أداء) .. فيكون، بذلك ، بلاءً مضاعفاً ، تستجير منه الأمم والشعوب والأوطان !
فلتنظر الشعوب – ولاسيّما النخب ، التي تقودها - فيمن لديها من حكّام ؛ فمن وجدته نعمة ، حمدت الله عليه ، والتفّت حوله ، ودعمته بكل ماتستطيع ، في موجهة أعدائه ، في الداخل والخارج ! ومن وجدته نقمة ، استعاذت بالله منه ، وسعت إلى خلعه ، بما هو متاح ، لديها ، من وسائل ، تُريحها من كارثة فساده وظلمه ، دون أن تأتي بمن هو أشدّ منه ، ظلما وفساداً .. ودون أن تسبّب ، لنفسها ، كارثة ، هي أعظم من كارثة وجوده على رأسها ! – ونادراً مايُبتلى شعب بكارثة ، هي أسوأ من كارثة حاكم ، يتسلط عليه ، من هذا الطراز!- ونحسب عقلاء البشر، جميعاً ، يدركون الفرق، بين الصالح والفاسد، وبين العادل والظالم ! ولا عبرة للمشوّهين : عقلياً ، أو نفسياً .. والغارقين في الأوهام ، أو الأحقاد ، أو الأهواء الدونية الرخيصة !