الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلفاء دمشق يحولون السنة الرئاسية الى أزمة...محاذير تحول دون ردّ الجيش على الاعتداءات

حلفاء دمشق يحولون السنة الرئاسية الى أزمة...محاذير تحول دون ردّ الجيش على الاعتداءات

14.06.2013
روزانا بومنصف

النهار
الجمعة 14/6/2013
هل يمكن الجيش اللبناني ان يرد على اي خرق سوري مماثل لاستهداف مروحية سورية بلدة عرسال بذريعة ملاحقة من تسميهم "ارهابيين" هربوا الى البلدة؟
يود غالبية اللبنانيين ان ينفذ الجيش تحذيره في هذا الاطار. لكن السؤال المشكك في ذلك اثاره البيان الذي اصدره الجيش على اثر موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي ندد بالقصف السوري واعلن فيه التشاور مع المعنيين في امكان تقديم شكوى الى جامعة الدول العربية ومنظمة الامم المتحدة. اذ تقول مصادرفي 8 آذار ان الجيش يتم توريطه قسرا في موقف قد يتسبب في صعوبات كبيرة للبنان في حال رد الجيش على اعتداءات النظام السوري في الوقت الذي يقوم "حزب الله" بدعم النظام ومواجهة معارضيه بدلا منه وهوتاليا قد يقوم بالرد على الجيش اللبناني ما دام موقعه بات في الجهة الاخرى من الحدود. وفي احتمال اخر قد يتم اظهار عجز الجيش عن التزام ما لوح به من استعداد للرد على الاعتداءات السورية في حال تكررت الاعتداءات من جانب النظام، وهي اعتداءات على الارجح ستحصل كما حصل ذلك من قبل فتكون النتيجة الاستخفاف بقدرة الجيش على التزام تعهداته في حماية المواطنين على رغم ان ذلك يقع في اولى سلم اولوياته. اذ يسهل على رئيس الجمهورية التنديد بالاعتداء السوري، علماً أن تقديم الشكوى قد يثير مشكلة داخلية كبيرة تتوافر عناصرها منذ بعض الوقت. وهناك من يرى ان الاتجاه الى الشكوى على أهميته قد يرتب مخاطر كبيرة على البلد تهدد بتفجيره على ضوء الانقسام في الموضوع السوري. لذلك يعتقد انه موقف سياسي في نهاية الامرليس اكثر ولا اقل ومن واجب رئيس الجمهورية من موقعه المحافظ على السيادة والاستقلال اتخاذه وهو لن يدفع به اكثر من ذلك حرصا على الوضع ولادراك رئيس الجمهورية حساسية الامور. كما انه استدرج انتقادات له من حلفاء النظام السوري وان هذه الانتقادات ستستفحل اكثر بناء على خلفية كل المواقف السيادية التي اتخذها خصوصا في ما يتصل بتداعيات الازمة السورية. فالمسافة تتسع بينه وبين كل قوى 8 آذار والبعض يقول انها اتسعت بين الرئيس سليمان والنائب وليد جنبلاط بناء على اصرار الرئيس على الطعن في التمديد للمجلس النيابي على غير ما يرى جنبلاط في هذا الاطار وعلى اثر عدم سير الاخير بحكومة كانت محتملة قبل اسابيع وكان يمكن الرئيس سليمان ان يراها ممكنة من اجل عدم ابقاء الوضع على اهترائه الحالي. يضاف الى ذلك ان زوار مسؤولي النظام السوري من حلفائه اللبنانيين يعودون بانتقادات اضافية لرئيس الجمهورية و لسياسة النأي بالنفس التي اصر رئيس الجمهورية على ابلاغها الى ممثلي الدول العربية والاجنبية في الايام الاخيرة خصوصا ان النظام السوري يحاول اشاعة مظهر قوة بناء على ما يعتبره انتصارا حققه في القصير والذي سيعود عليه بمراجعة بعض الدول لمواقفها وتاليا الاتجاه الى اعادة فتح سفاراتها في دمشق كما نقل عنه. لذا من الصعب القول ان حلفاء النظام السوري لم يبدأوا بمحاولة جعل السنة الاخيرة من عهد الرئيس سليمان صعبة وتحويلها الى ازمة حقيقية نتيجة ما يعتبرونه وسطية جنحت في اتجاه كفة قوى 14 آذار في مواقفها من النظام السوري، وسعيا الى اقفال الطريق على اي تمديد ممكن لولاية الرئيس في حال اضطرت الظروف الى ذلك السنة المقبلة. ويستفيد هؤلاء من واقع عدم اندفاع القوى السياسية للالتفاف حول سليمان المسيحية منها او سواها نتيجة اعتبارات عدة. فالعماد ميشال عون مثلا لم يضم جهوده الى جهود الرئيس سليمان على رغم موافقته في الطعن للتمديد للمجلس النيابي كما لم ينتقد تعطيل حلفائه الشيعة المجلس الدستوري وتاليا احتمال اتخاذه اي قرار يطعن في التمديد في حين تقف القوى المسيحية الاخرى على نقيض موقف رئيس الجمهورية في هذا الاطار. ومع ان ما يجري يطرح اسئلة صعبة حول ضرورة موقف مسيحي موحد في ظل الحرب المذهبية المستعرة في المنطقة وتعديها الى لبنان، فانه في سنة رئاسية لا يمكن التعويل على موقف مسيحي موحد ايا تكن المخاطر والصعوبات في ظل طموحات علنية للموقع الرئاسي الاول. لكن المواقف المسيحية حتى لو توافرت فانها لا تكفي لان البلد في حاجة الى موقف موحد متضامن لمواجهة المخاطر الكبيرة في كل ما يتصل بالموضوع السوري وتداعياته خصوصا بعد استهداف مؤسساته وتفريغها من اي فاعلية من الحكومة الى مجلس النواب الممدد لنفسه الى المجلس الدستوري فاستهداف الجيش وموقع رئاسة الجمهورية ايضا. ولعل الرسالة التي وجهها الرئيس سعد الحريري الى اللبنانيين تلاقي مواقف رئيس الجمهورية في هذا الاطار وان كان الحريري يعبر عنها بطريقة اكثر وضوحا وصراحة كما تلاقي هواجس اللبنانيين ومخاوفهم الكبيرة من اجل اشعارهم بانهم ليسوا متروكين لقدرهم في ما يؤخذون قسرا اليه من دون اي رد فعل رافض ومعترض وان لبنان لا يمكن ان يكون محمية ايرانية كما كان محمية سورية وسيكون هناك تصد لهذه العملية لبنانيا واقليميا على ما كانت عليه مواقف دول الخليج من تورط "حزب الله" في سوريا. فالحرب نقلها الحزب وايران الى لبنان فلن يكون على الارجح بعيدا عنها بعد اليوم.