الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلفاء سوريا يحذرون من داعش ويتجاهلون جرائم النظام

حلفاء سوريا يحذرون من داعش ويتجاهلون جرائم النظام

05.09.2016
أوّاب المصري


الشرق القطرية
الاحد 4-9-2016
لم يعد اتهام النظام السوري بارتكاب جرائم وتفجيرات في لبنان مجرد وجهة نظر، ولا مبنيا على ميول سياسية أو أهواء شخصية. فالقرار الظني المتعلق بجريمة تفجير مسجديْ التقوى والسلام في مدينة طرابلس قبل عاميْن التي راح ضحيتها 55 قتيلًا وقرابة 500 جريح اتهم بشكل واضح ضباط سوريين بأسمائهم ورتبهم العسكرية. فالقرار الاتهامي المؤلف من 44 صفحة، سمّى ضابطيْن في المخابرات السورية كمخططين ومشرفين على جريمة التفجير، الأول نقيب في فرع فلسطين، والآخر مسؤول في فرع الأمن السياسي في المخابرات السورية.
من يعرف النظام السوري يدرك أن تفجير المسجديْن بطرابلس لا يمكن أن يبادر إليه ضباط في استخبارات النظام دون أوامر ودعم من رؤسائهم، وليس من المستبعد أن يكون رأس النظام هو من أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ الجريمة. فمن يرضى بارتكاب مجازر بحق شعبه، لن يكون غريبًا عليه أن يوجّه لتفجير مساجد الله في لبنان.
معظم اللبنانيين لم يكونوا بحاجة لانتظار كل هذه المدة لمعرفة الجهة المسؤولة عن استهداف المصلين في مسجدي التقوى والسلام. فأصابع الاتهام وجّهت حال ارتكاب الجريمة إلى النظام السوري وحلفائه، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها النظام مثل هذه الجرائم، محاولًا استهداف استقرار لبنان والسعي لإشعال فتنة طائفية بين أبنائه. فقد سبق حصول ذلك في ملف التفجيرات التي كان يحضّر لتنفيذها ميشال سماحة بتوجيه من ضباط في النظام السوري. لكن الغريب والمستهجن أن الدولة اللبنانية تواصل علاقتها بالنظام السوري بشكل طبيعي رغم ثبوت ضلوعه بارتكاب جرائم على الأراضي اللبنانية، حتى أن السفير السوري في بيروت يتم استقباله من قبل الرؤساء والمسؤولين بكل ترحاب، ولم يخطر على بال أحد من المسؤولين الدعوة لطرد السفير أو حتى مطالبته بتسليم المتهمين الضالعين بارتكاب جرائم في لبنان. من المعروف أن للنظام السوري حلفاء في لبنان يدورون في فلكه ويتحركون وفقًا لمصالحه، ومن المعروف أيضًا أن الحكومة اللبنانية ليست في أحسن أحوالها وتعاني عجزًا غير مسبوق، لكن ذلك لا يبرر لحلفاء النظام الصمت إزاء الجرائم التي ارتكبها بحق اللبنانيين، فالدماء التي سالت هي دماء مواطنين يفترض أنهم شركاء حلفاء النظام في الوطن، كما أنه ليس من المقبول تقاعس الحكومة اللبنانية عن اتخاذ موقف يتناسب وانكشاف تورط النظام السوري بدماء اللبنانيين.
يحرص أمين عام حزب الله في جميع إطلالاته الإعلامية على تذكير مناصريه ومن بقي له من محبين بالجرائم والتفجيرات التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ودول العالم، وهو يريد بذلك القول إن تورط حزبه في الأزمة السورية والعراقية هدفه مواجهة المخطط الإجرامي للتنظيم. لكن هل تجرأ حسن نصر الله مرة واحدة على إدانة التفجيرات التي ارتكبها النظام السوري في لبنان، هل امتلك حزب الله الجرأة ليعلن تبرؤه من جرائم النظام السوري التي ثبتت مسؤوليته عنها في لبنان، هل امتلك الحزب الجرأة للتخلي عن حلفائه الذين أثبت القضاء تورطهم في تنفيذ تفجيرات أو التحضير لها. ثم ماهو المنطق في أن ينتقد حزب الله التفجيرات التي ينفذها تنظيم الدولة في سوريا والعراق وفرنسا وبلجيكا وكل بقعة على هذه الأرض ويتغافل عن التفجيرات التي ينفذها النظام السوري في لبنان؟ ألم يصمّ حسن نصر الله آذاننا صباح مساء بأن الهدف من مساندته النظام السوري هو حماية اللبنانيين، فكيف يدّعي الحزب حماية اللبنانيين وهو يساند النظام الذي يقتل اللبنانيين.