الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلب والموصل!

حلب والموصل!

06.11.2016
طارق مصاروة


الرأي الاردنية
السبت 5-11-2016
وكأن احمد بن الحسين يبعث من قبره, ويجلس في ديوان سيف الدولة: حلب قصدنا وأنت السبيل. فروسيا تعطي لابناء سيف الدولة مهلة اربع وعشرين ساعة ليغادروا مدينتهم "مرعى جيادهم والمطايا", لانها تستعد لتدميرها كما يُفرش السجاد. فيما تعطي لحليفها في دمشق انباء اجتياح الجيش الباسل للحمدانية, ومساكن ابراهيم هنانو, وحي سيف الدولة:
وسوى الروم خلف ظهرك روم
فعلى أي جانبيك تميل!
لا يمكن فهم ما يجري في حلب على أنه حرب على الارهاب. فالارهاب هو معارضة النظام, والنظام عاجز عن فرض السيادة الوطنية, ويستعين بكل الروم: من فارس, وافغانستان وباكستان. ليفرض ملايين تتار القرن العشرين على شعب سوريا لتكون فعلاً: سوريا الاسد.
أهم فعلاً ارهابيون داعشيون او نصريون؟ أم أنهم الشجعان الذين يدافعون عن ارضهم ووطنهم, بعد ان هجر الوطن ملايين السوريين اللاجئين في كل بقاع الارض.
الانذار الروسي هو: غادروا مدينتكم خلال اربع وعشرين ساعة او نقتلكم ونحوّل حلب الى: سجادة
فيما تحشد روسيا طائراتها وسفنها الحربية حاملة الصواريخ والمدافع, لتفرض نظاماً يتفرّج على مذبحة شعبه, أما هدفه النهائي فأبشع: الهدف هو تخلي اوروبا عن اوكرانيا, وجورجيا لتتم تجزئتها والهيمنة عليها.
ندمّر سوريا, أو تتركون لنا اوكرانيا وجورجيا وشعوب آسيا القفقاسية.
لا يهم الروس نظام الاسد, ولا شعب سوريا ولا الامة التي تنتمي اليها سوريا. تماماً مثلما أن الاميركان لا تهمهم الموصل أو العراق. وحين قرر الرئيس اوباما أن يغادر - وقد غادر - فقد عاد لأن هناك لعبة روسية في المنطقة, ولأن تحالفاً روسياً - ايرانياً يمكن ان يخلف دولة الخلافة الداعشية. فعين ايران على اربع عواصم عربية "تخضع" للولي الفقيه: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.
والايام حبلى. فالموصل وحلب ليستا نهاية المطاف لأن وجود الروس ووجود الاميركان يستلزم في كل الاحوال شخوصاً محلية لها أدوارها وحكوماتها ورؤساؤها الخالدون الى الابد والى.. الابدية.