الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلم العيش المشترك والحل السياسي في سوريا الجديدة؟

حلم العيش المشترك والحل السياسي في سوريا الجديدة؟

24.05.2016
د. محمد مرعي مرعي


كلنا شركاء
الاثنين 23/5/2016
وضع آل الأسد سوريا خلال 45 عاما من حكمهم لها في حالة تمزق مجتمعي وتناحر طوائفي وعرقي وصراع طبقي تستعصي على الحل ، وزاد في حالة الاستعصاء تدخّل جيش ايران الفارسي وعصابات شيعتها لغايات دينية وعرقية ضد الشعب السوري الثائر ، إضافة إلى تدخّل جيوش روسيا بوتين للغاية نفسها .
هذه الحالة فرضت واقعا جديدا في بنية تفكير ومواقف كل سوري حر من طرف ، ومرتزقة آل الأسد وحماتها الخارجيين من طرف آخر ، إذ أصبح مستحيلا قبول أي طرف منهما الآخر جراء ما ارتكبه عصابات الأسد وحماتها من الشيعة والروس من جرائم قتل ونهب وتدمير وتهجير، وحالة الرعب التي تعتري المجرمين من العقاب ، إضافة إلى تعزيز قوى الاحتلال التباعد ومشاعر العداوة بهدف ديمونة احتلالهما أراضي تحت سلطتهما للحفاظ على سلطة آل الأسد .
عبر التاريخ المعاصر، احتاجت كل البلدان التي عاشت مآسي الحروب كما عاشها الشعب السوري الثائر (ثقافة جديدة)، وهي ثقافة التسامح للوصول إلى تقبّل العيش المشترك والحلّ السلمي، بين المجرمين من طرف وضحاياهم من طرف آخر. لكن ما يحصل في إطار التفاوض العبثي بين حلف المجرمين وحلف الضحايا لا يشير لا إلى البدء ببناء ثقافة التسامح ولا حتى قبول تصوّر العيش المشترك ، لأن كل طروحات الأمم المتحدة وقوى الجريمة الدولية الفاعلة تروّج لحلول تغلّب فرض قرارات المجرمين وإعادة انتاجهم على الشعب الذي ثار عليهم .
بالتأكيد ، لم تولّد الثورة السورية شخصيات مثل (غاندي ، مانديلا ، علي عزت بيغوفيتش ، أو ديغول ،اديناور ألمانيا)  ، بل خرّجت مافيات وعصابات يديرها مجرمون كآل الأسد وأمثالهم من كاراكوزات المعارضة السياسية الذين مكانهم محكمة الجزاء الدولية والسجون والإعدام .
وإن تجربة أفغانستان والصومال ولبنان والعراق وغيرها كفيلة بالتفكير مليّا بأن طروحات العيش المشترك والحلول السلمية دون عقاب المجرمين ( سلطة آل الأسد وحكام ايران الفارسية ومرتزقتها من العصابات الشيعية وعصابات روسيا ، وكل من ارتكب جرائم مثل داعش وأشباهها ) ستكون تخديرا مؤقتا بهدف استمرار الجرائم بحق الشعب السوري ؟
نعرف جميعا بأن كل العالم لم يقبل (هتلر وموسيليني ، ولم يقبل ميلوسوفيتش وكاراديتش يوغوسلافيا ، ولم يقبل بول بوت كمبوديا ، الذين أجرموا بحق شعوبهم والإنسانية )، ومع ذلك تطلب علنا (روسيا بوتين وايران خامنئي ومرتزقتها ، وأمريكا ,وإسرائيل بالخفاء ) بقاء المجرم بشار الأسد ومرتزقته القتلة على رأس حكم سوريا (بعد قتل 400 ألف وقتل بالسجون 200 الف وجرح وإعاقة مليون وتشريد 12 مليون سوري ) ، وبالعيش المشترك والحل السلمي معه !!
هكذا ، ستستمر الحروب في سوريا عشرات الأعوام لأنها النتيجة الحتمية لما فعلته سلطة آل الأسد من قتل ونهب ودمار وتهجير وتخريب بحق المجتمع السوري ودولته ، وكذلك ما تفعله ايران الفارسية الشيعية وروسيا بوتين المافياوية  من جرائم الثأر القومي والديني ، وبالتأكيد لا بصيص أمل في عيش مشترك أوحل سلمي طالما هؤلاء لهم كلمة في مستقبل سوريا.
وبالطبع ، الذي كسبوا الأموال والوجاهات من دماء الضحايا وتهجيرهم وفق مقولتهم (هذا من فضل الثورة علي ) لهم رأي مخالف لما أطرحه ، سواء أكانوا من شبيحة ومرتزقة آل الأسد أو من شبيحة المعارضات السياسية الذليلة . لقد كان بناء سوريا دولة ومجتمع حلما ، وسيبقى !