الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلول جدية في "جنيف2"

حلول جدية في "جنيف2"

08.02.2014
رأي البيان


البيان
الجمعة 7/2/2014   
مع بقاء ثلاثة أيام على انطلاق الجولة الثانية من مؤتمر "جنيف2" الخاص بسوريا، يأمل المراقبون أن تنتهي المفاوضات نهاية سعيدة باتفاقٍ يقطع دابر المأساة السورية ويضع حداً لعذابات السوريين ويحقق مطالبهم المشروعة والواضحة. وعلى الرغم من حالة الشد والجذب والاستعراض التي هيمنت على الجولة الأولى، إلا أن المطلوب من الجولة الثانية هو مواقف جدية وتفاوض أكثر جدية حول القضايا الجوهرية برعاية الأمم المتحدة وواشنطن وموسكو.
إن أسس الحل في سوريا يدركها الجميع. والغرق في شيطان التفاصيل والمشاورات بشأن القضايا الثانوية وتفريخ المحادثات إلى أمور فرعية، لن ينفع في شيء اللهم إلا في إطالة أمد الأزمة الأكثر كارثية في المنطقة العربية، إن لم يكن العالم، منذ أزمة رواندا قبل عقدين من الزمن.
والأسس تتمثل بطبيعة الحال في حل سياسي اعتماداً على مرجعية "جنيف1" وتشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات واستبعاد أولئك المتورطين بالدم وضمان وحدة وسيادة البلاد. والهدف في نهاية المطاف هو رسم ملامح المستقبل السياسي لبلد شقيق ومهم في المنطقة عانى ما عاناه منذ ثلاثة أعوام، في ظل مخاوف من أفق مسدود ومفاوضات بلا نهاية وتزايد تدفق اللاجئين.
وعليه، يتوجب إعادة تأكيد ما قيل مع بدء الجولة الأولى، وهو أن من الضروري أن يعمد رعاة الحل على وضع ما يتم الاتفاق عليه موضع التنفيذ، بشكلٍ غير قابلٍ للتأويل، ويضمنوا تطبيق مخرجات الحوار على أرض الواقع وعدم تضييع الوقت.
 وكل الأمل في أن يخرج مؤتمر "جنيف-2" برؤية دولية توافقية ملزمة للطرفين، لا تغبن الشعب السوري حقّه في الأمن والاستقرار واختيار منظومة حكم قادرة على بناء مستقبل مبشر بعيداً عن السجالات الدولية التي شتتت ما يزيد على تسعة ملايين من أبناء هذا الشعب، وفرقته في كل الأصقاع وأعادته عقوداً إلى الوراء، خاصة أن هناك في الداخل من لا يهتم، ولم يهتم، لأمره وصم آذانه لشهور طويلة عن الحل السياسي معتمداً على آلة القتل.