الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حلول عاجلة لإنقاذ المنطقة والعالم من الإرهاب

حلول عاجلة لإنقاذ المنطقة والعالم من الإرهاب

01.07.2014
الوطن السعودية



الاثنين 30/6/2014
أن تستشعر الولايات المتحدة الأميركية الخطر المقبل من الجماعات المتشددة على المنطقة والعالم أكثر من ذي قبل، فذلك تطور إيجابي في فهمها للخلل الذي أحدثه بقاء نظام بشار الأسد في السلطة لغاية اليوم، ولو أنها اتخذت موقفا حازما وحاسما منذ البداية قبل أكثر من ثلاث سنوات لربما لم يحدث ما حدث، ولتم إنقاذ أرواح عدد كبير من البشر وعدم تدمير سورية وتهجير أهلها وما إلى ذلك من تداعيات طالت العراق وقد تطال دولا أخرى، ونجمت عن التأخر الدولي في إيجاد حل للأزمة أو إجبار الأسد على التنحي وتشكيل حكومة انتقالية.
أي حل وإن كان متأخراً فإنه اليوم سوف ينقذ أرواحا ويحمي ممتلكات، فالبقية الباقية من سورية قادرة على الاستمرار وإعادة البناء، وبوجود حل صحيح، فإن ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" سوف يتحجّم، ويقل توسعه، ويسهل القضاء عليه قبل أن يكبر أكثر متجاوزا المنطقة ليهدد أمن العالم، فالعقول التي تربت على العنف لن تتخلى عنه، والتنظيم الإرهابي الذي وجد في الفوضى السورية ثم العراقية مرتعا خصبا ليمتلك مقرا يؤسس فيه نواة حلمه بالدولة، لن ينتهي إلا بالقوة التي يعتمدها في السيطرة على المناطق وإذلال أهاليها.
من هنا، فلا حل مع التنظيمات الإرهابية التي ترعرعت في ظل الفوضى إلا القضاء عليها بالقوة، وهذا الأمر يتطلب بالدرجة الأولى وجود من يقضي عليها، والأخير لا يمكن له فعل ذلك قبل أن يكون منظما بالصورة المطلوبة بما فيها التركيز عل خصم واحد محدد بدل مقاتلة أطراف عدة كما يحدث مع الجيش الحر في سورية، والذي أعلنت الإدارة الأميركية نيتها تسليحه وتدريبه باعتباره معارضة معتدلة، ورصدت لذلك مبلغا قدره 500 مليون دولار، وهي خطوة جيدة لكنها تتطلب أمورا عدة حتى تكون مجدية، فبقاء الموضوع قيد النقاش لدى لجان الشؤون المسلحة والاعتمادات في المجالس الأميركية خلال الأسبوعين المقبلين، ثم انتظار موافقة الكونجرس، ثم انتظار حوالي ثمانية أشهر للتدريب.. كل ذلك ليس إلا إطالة في عمر الأزمة وإلى ذلك الحين هناك متغيرات كثيرة ستطرأ على الواقع، مما يعني أن الخطة الحالية لن تفيد حينها، ولذلك فإن الحلول العاجلة هي الخيارات الوحيدة التي يجب التركيز عليها، وما عداها لا يفترض الاعتماد عليه.