الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حل جذري

حل جذري

01.09.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاثنين 31/8/2015
تتكرر مآسي المهاجرين الذين يتدفقون على أوروبا فراراً من الموت الذي يحاصرهم في بلدانهم الغارقة في نزاعات دموية بلا نهاية، وذلك أملاً في حياة جديدة تؤمن لهم ولأطفالهم وأُسرهم حياة كريمة أكثر استقراراً.
ولا يبدو أن تكرار مآسي الغرق في البحر أو الموت في شاحنات البر فضلاً عن الصعوبات والمشقة التي يواجهونها في الطريق والقيود والعراقيل التي تضعها الدول الاوروبية امامهم؛ قادرة على أن تثبط من همتهم أو تضعف من عزيمتهم على مواصلة المغامرة في تلك الرحلات التي ربما تكون خيارهم الوحيد للفرار من مما يحدث في بلدانهم.
بالامس، أعلن الهلال الأحمر الليبي عن بدء عملية إنقاذ جديدة بعد بلاغات عن غرق مركب جديد وانتشال سبع جثث على الاقل وصلت إلى شاطئ مدينة الخمس شرق طرابلس. وتأتي هذه العملية بعد يومين من مأساة شاحنة الموت في النمسا، وغرق مركب في المتوسط اوديا بحياة 200 شخص بجانب عشرات المفقودين في البحر. وهي احداث ترسل كل يوم رسائل جديدة لتذكير المجتمع الدولي بفشله الذريع في معالجة جذور الأزمة التي تدفع هؤلاء لركوب المخاطر بحثا عن الأمن والمستقبل المفقود في مناطقهم الملتهبة.
ويبدو من التطورات الجارية على صعيد هذه الأزمة الانسانية، التي لم يشهد العالم لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية، ان أوروبا بحاجة إلى إيجاد حلول لأزمة المهاجرين تستند إلى المبادىء الإنسانية، ذلك ان الاجراءات التي تقوم بها بعض دولها ازاء اللاجئين تشكل اساءة بالغة للانسانية. وليس اوروبا وحدها منْ عليه فعل ذلك، بل إن على الدول العربية والاسلامية التي لا تزال تقف بعيدا، مسؤولية ايضا بالمشاركة في ايواء الاشقاء السوريين والمساهمة في توفير حياة كريمة لهم.
لكن كل ذلك، ينبغي ألا ينسينا، أصل الأزمة وهو النظام السوري الذي يقتل ويشرد شعبه، وذلك من خلال العمل الجاد من أجل حل جذري، يحقق تطلعات الشعب السوري والتغيير الذي ينشده.