الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حل سياسي في سوريا؟

حل سياسي في سوريا؟

13.05.2013
أسامة الشريف

الدستور
13/5/2013
ربما تأخر الوقت على حل سياسي للأزمة السورية المتشعبة الاطراف. الاتفاق الروسي-الامريكي الأخير غامض من حيث التفاصيل خاصة فيما يتعلق بمصير الرئيس السوري والمقربين منه من جهة، ومن حيث مشاركة المعارضة السورية المنقسمة على ذاتها من جهة اخرى. في الاسابيع الأخيرة دخلت اطراف عدة على ملف الأزمة السورية كان آخرها مشاركة مقاتلي حزب الله وخبراء عسكريين ايرانيين وحتى متطوعين عراقيين في القتال الى جانب النظام على اساس مذهبي وطائفي. في المقابل تعزز دور قطر وتركيا والسعودية وغيرها في دعم الجيش السوري الحر وفصائل اخرى منها جبهة النصرة الجهادية.
كيف لمؤتمر جامع، ان التأم ان يفكك القضايا المعقدة ويفصل بين الاطراف جميعها؟ امريكا وروسيا والاتحاد الاوروبي وبعض الاطراف الاقليمية مع عقد هذا المؤتمر، لكن موسكو بدأت في الحديث عن مشاكل تعتري التوقيت والحضور. على الارجح فإن المؤتمر المنشود سيواجه مشاكل لوجستية معقدة، بالاضافة الى اعتراض الحكومة السورية واطراف المعارضة على الحضور ومشاركة بعض الفصائل.
على الأرض يحتدم الصراع في القصير وجنوب ادلب وحول درعا وفي داريا وريف دمشق وقلب حلب. كل جهة تحاول ان تعزز موقفها الميداني. المعارضة ترفض من حيث المبدأ الحوار مع النظام، والنظام له شروط وسيفرض استثناءات. وهناك تركيا وقطر والسعودية والامارات والاردن ولكل طرف مصلحة ما في أن يحضر ويعبر عن موقفه.
ليس صحيحا ان المعارضة قد هزمت ميدانيا، كما ان انتصار النظام على معارضيه مبالغ فيه. هناك تحولات على الأرض فعلا لكن ايا من الطرفين لا يملك ان ينهي المواجهة العسكرية في معركة فاصلة.
المعارضة في الخارج بدأت تفقد سيطرتها على الفصائل المحاربة على الأرض، وفي المقابل فان النظام يتقدم في مناطق ويتراجع في مناطق اخرى. وما حدث في مدينة الريحانية في الجانب التركي من الحدود مع سوريا بالامس قد يعقد الأمور تماما ويدفع بـانقرة للرد على ما تعتبره عدوانا سوريا من قبل النظام. ما نعرفه ان واشنطن تراجعت عن مواقف سابقة وهي اليوم تبحث عن مخرج سياسي للأزمة رغم ضغوط الكونغرس على ادارة اوباما بالتصعيد العسكري. وما نعرفه ايضا أن موقف واشنطن الجديد لا يروق كثيرا لتركيا وقطر اللتين تخشيان ان يسفر المؤتمر الدولي عن منح نظام الأسد حبل نجاة سياسي. في المقابل فان احداث الاسابيع الماضية اعطت ايران وروسيا دورا رئيسا في تحديد مسار المفاوضات القادمة، وهذا يعد نكسة كبرى للمعارضة.
من الصعب التكهن بما ستسير اليه الامور في الايام القادمة، لكن حلا سياسيا ناجزا للازمة السورية يظل بعيدا. سوريا تعيش كابوسا طائفيا واستقطابا مذهبيا والنظام ليس في مزاج تقديم تنازلات والمعارضة لن تعترف بصيغة تبقي النظام . على الأرض يحتدم القتال وهناك اطراف من مصلحتها اذكاء نار الصراع.
في حال فشلت فكرة المؤتمر، وهو أمر محتمل، فاننا سنشهد ارهاصات تقسيم سوريا الى كانتونات طائفية واثنية وهو أمر بدأ يتحقق على أرض الواقع. اتفاق القوتين الاعظم لا يعني نهاية الأزمة السورية ابدا!