الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حماية الشعب السوري

حماية الشعب السوري

24.08.2015
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاحد 23/8/2015
 
رغم التنديد الدولي من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية البارزة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، للمجزرة التي ارتكبها نظام بشار الاسد في مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، يوم الاحد الماضي، بعد ان قصفت طائراته سوقا شعبية مكتظة مما أسفر عن مقتل 117 شخصا واصابة المئات من المدنيين، عاد الاسد، ولم يمض اسبوع واحد بعد، ليكرر الجريمة ذاتها للمرة الثانية في المنطقة نفسها، ضاربا عرض الحائط بتنديدات المجتمع الدولي.
لقد تعرضت مدينة دوما المنكوبة والمحاصرة امس لغارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي عنيف، مما تسبب بمقتل عشرات المدنيين بينهم نساء واطفال واصابة المئات، فيما لا تزال عائلات بأكملها تحت الانقاض نتيجة انهيار بنايات كاملة بفعل الغارات والقصف.
ان استخفاف النظام السوري بحياة مواطنيه واستمراره في ارتكاب المجازر والمذابح وأعمال الابادة الجماعية بحق الشعب منذ عام 2011، فضلا عن تعامله بازدراء مبالغ فيه مع تنديدات المجتمع الدولي، هو نتيجة طبيعية لتغاضي العالم وصمته عن جرائمه المستمرة، وعدم محاسبته على جرائم الابادة التي ظل يرتكبها بحق الشعب السوري بكل انواع الاسلحة، من السلاح الكيماوي الى الصواريخ البالستية والبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية الى الصواريخ الفراغية.
لقد دفعت جرائم هذا النظام الوحشي الذي يحظى بحماية وغطاء دوليين من روسيا والصين، اللتين استخدمتا حق النقض مرارا وتكرارا في مجلس الامن لدعمه، الى فرار ملايين من ابناء الشعب الى خارج البلاد، بحثا عن ملاجئ آمنة.. لكن المثير للاستياء أن العالم الذي عجز عن النهوض بمسؤولياته في توفير الحماية لهم، ومحاسبة اركان النظام الذي إرتكب المذابح بحقهم وشردهم، هو العالم نفسه الذي يفاقم معاناتهم بوضع العراقيل أمام المهاجرين منهم، الذين يركبون الأهوال والصعاب أملا في الوصول الى أوروبا مثلما يحدث حالياً في اليونان ومقدونيا.
ان المجتمع الدولي الذي عجز عن توفير الحماية للشعب السوري في بلده، ولم يقدم ما يكفي من مساعدات لمخيمات اللجوء في دول الجوار السوري، عليه ان يتحمل مسؤولياته الأخلاقية في استقبال اللاجئين الفارين من جحيم سوريا، وتوفير ما يلزم من سبل عيش وبيئة آمنة لهم ولعائلاتهم.