الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حماية المدنيين

حماية المدنيين

02.06.2013
رأي الشرق

الشرق
الاحد 2-6-2013
لا يزال العالم يتفرج على ما يجري في بلدة القصير وريفها في سوريا، من سفك للدماء، بواسطة قوى الشر وعلى رأسها قوات نظام بشار الاسد والمليشيات الطائفية القادمة من خارج الحدود لمساندة حليفها المنهار، حيث استخدم جيش النظام خلال المعارك الاخيرة المتواصلة منذ اسبوعين كل ما لديه من أسلحة مدمرة في محاولة يائسة لاخماد صوت الثورة، وتحقيق مكاسب على الارض قبل انعقاد مؤتمر "جنيف 2".
آلاف المدنيين يعيشون تحت الحصار وقصف الطائرات والاسلحة الثقيلة، حيث يرفض النظام الوحشي الغارق في دماء شعبه، الإصغاء للمناشدات الدولية بتوفير ممر آمن للمدنيين من الاطفال والنساء، الذين يرغبون في النزوح من هذه المناطق المنكوبة، كما لا يسمح هذا النظام الذي ينتهك كل القوانين الانسانية الدولية، للصليب الاحمر او المنظمات الانسانية المعنية، بتقديم العلاج لمئات الجرحى او نقلهم الى مستشفيات خارج القصير.
هذا الوضع الانساني الذي يتكرر في كل المدن والبلدات على امتداد سوريا، اصبح بحاجة الى استجابة من نوع آخر من المجتمع الدولي ومنظماته لوضع معالجة مختلفة له، حيث شهدنا في حالات سابقة مماثلة لما يجري في القصير، كيف ارتكب نظام الاسد مجازر يندى لها جبين الانسانية دون ان يسمع سوى تصريحات الإدانة والاستنكار والقرارات.
لقد ساعد انقسام المجتمع الدولي، وتواطؤ الكثيرين، وضعف استجابة الامم المتحدة وآلياتها، على وصول الحالة الانسانية والانتهاكات المريعة لحقوق الانسان في سوريا الى ما وصلت اليه.. وقد حان الوقت لكي تبدأ الدول الاعضاء في مجموعة اصدقاء سوريا وعلى رأسها الولايات المتحدة في التصرف على نحو مختلف، لتوفير الحماية للشعب السوري من حملات الإبادة والتطهير التي يشنها بشار الاسد وحلفاؤه عليه.
ان هذه الدول التي ظلت تكثر من التصريحات، مطالبة بالكف عن الحديث والعمل الفوري لإقامة منطقة حظر جوي توفر الحماية للمدنيين، وتحييد طائرات الموت التي يرسلها النظام لتحصد أرواح الابرياء تحت سمع وبصر العالم، والانتقال الى محاسبة مجرمي الحرب الذين يقتلون شعبهم بدم بارد.. لا ينبغي لاصحاب الضمير الحي والأسوياء ان يكتفوا بإرسال المناشدات، في حين تسيل شلالات الدم في كل مكان في سوريا.