الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حمزة الخطيب يفضح كل أكاذيبهم

حمزة الخطيب يفضح كل أكاذيبهم

26.05.2013
ياسر أبو هلالة

ياسر أبو هلالة
الغد الاردنية
الاحد 26/5/2013
كل الأكاذيب عن المؤامرة والتدخل الدولي، و"المقاومة والممانعة"، و"القاعدة" و"السلفية" و"الإخوان"، وتركيا وقطر والخليج، تفضحها براءة الطفل حمزة الخطيب الذي مرت أمس الذكرى الثانية لاستشهاده. حمزة خرج في مظاهرات فك الحصار عن درعا، مثله مثل آلاف الأطفال الذين فرحوا بالمظاهرات والاحتجاجات وكأنها جزء من هواياتهم؛ فقد كان بحسب أقرانه، يحب كرة القدم وتربية طيور الحمام.
الثورة السورية هي أكثر الثورات نقاء وبراءة؛ أطلق شرارتها أطفال درعا الذين خربشوا على جدران المدرسة بعد سقوط مبارك "إجاك الدور يا دكتور". وبعد أن سال الدم في درعا يوم 18 آذار (مارس) 2011، تداعت قرى حوران لنصرة "عاصمتهم". لم يكن من وجود لأي تنظيم؛ لا الإخوان ولا القاعدة ولا غيرهما، وفوجئوا بالتظاهرات تماما كالدول الحليفة والمعادية للنظام السوري.
بحسب ما سمعت من آفاق أحمد، وهو المدير المنشق لمكتب رئيس شعبة العمليات الخاصة في المخابرات الجوية، كان النظام يخطط للرد الدامي بحشد طائفي. يقول آفاق، وهو علوي وصهر سهيل الحسن رئيس شعبة العمليات الخاصة: أراد النظام القول إن المتظاهرين يخططون للهجوم على مساكن الضباط في صيدا، واغتصاب نساء العلويين باعتبارهن سبايا. وقعت المجزرة وشاهد الناس كيف حصد الرصاص المتظاهرين الذين حملوا أغصان الزيتون والعلم السوري (لم يكن وقتها قد بدأوا برفع علم الاستقلال ذي النجوم الثلاثة). لم يقتل حمزة، بل وصل فرع التحقيق في المزة بشهادة آفاق، لا إصابة فيه إلا آثار الضرب. ولكنه عاد في 25 أيار (مايو) إلى ذويه وعليه آثار تعذيب مروع، منها قطع عضوه الذكري. ولم يتورع أحد إعلامي النظام عن التلميح إلى أن الفتى ابن 13 عاما كان يريد اغتصاب نساء الضباط!
بعد أن هزت الجريمة، ومعها جريمة الطفل ثامر الشرعي، العالم، استقبل بشار الأسد عائلة الخطيب! طبعا لم يُحاسب أحد ولم يُحاكم أحد، لقد وصلت الرسالة وتحققت الغاية: حشد العلويين عصب النظام، وترويع المتظاهرين بأن من يخرج هذا مصيره ومصير أولاده. لم يكن يومها قد ظهر الجيش الحر، ولم يكن وقتها قد قُتل واحد من زبانية النظام، على الرغم من القتل الواسع النطاق في التظاهرات. وبالمناسبة، لم تتأثر معدلات القتل كثيرا بين مرحلة سلمية الثورة وعسكرتها.
حمزة رمز لملايين من أطفال سورية الذين استباحهم النظام؛ له إخوة في القصير اليوم، لم يتحرك العالم من أجلهم، ولم يوقف المجزرة التي تستمر منذ أيام. وإلى اليوم، يجد نظاما بهذه الوحشية والرثاثة من يتبنى أكاذيبه ويزوره من أشباه المثقفين الذين يتنافسون على التقاط صور مع بشار يبتسم، وهم يبتسمون للكاميرا (لماذا يبتسمون؟). هؤلاء لا يكلفون أنفسهم زيارة قبر حمزة الخطيب، ولا مقابلة أقرانه في مخيم الزعتري، فـ"المثقف العضوي" وظيفته أن يزور السفاح ويلتقط الصور معه، لا مع الضحايا. طبعا، هم لم يكونوا يوما مع الضحايا؛ لا يوم اعتقل أطفال درعا، ولا يوم قتل حمزة، ولا يوم ارتكبت بعدها بعام مجزرة الحولة.
بعد عامين من تدمير سورية، إنسانا وبنيانا، على يد فاقد للخلق والإنسانية والعقل، قبلت روسيا أن تكون نتيجة "جنيف2" رحيله. وهو لن يقبل، وسيصر على رفض السيناريو اليمني ليلاقي مصير القذافي. لن ترتاح روح حمزة التي تحلق في جوف طيور خضر تحت عرش الرحمن، إلا عندما يُقتص من قاتله. والمأمول أن يكون ذلك قريبا.