الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حمص مسرح وحشية النظام واختبار جديته

حمص مسرح وحشية النظام واختبار جديته

01.02.2014
اليوم السعودية


الخميس 30/1/2014
لا تنضب المخيلات الشريرة من اختراع أشد الأساليب قسوة ووحشية، وخير مثال على جنون القسوة ممارسات نظام الأسد ضد السوريين في حمص ومدن أخرى وضد الفلسطينيين في مخيم اليرموك جنوب دمشق.
وجد النظام في سياسة التجويع والحصار سلاحاً فاعلاً ماضياً وأشد قسوة وترويعاً من المدافع والطائرات التي لم تنفك تمارس مهمة التدمير للمدن السورية منذ ثلاث سنوات.
مارس النظام أبشع ممارسات التعذيب لسكان أحياء حمص المحاصرة وسكان مخيم اليرموك، ويساوم الآن على حليب الأطفال وقوت الناس وأدوية المرضى، بأقسى صور العدوانية والإجرام، ومع ذلك يتبجح مندوبو الأسد في جنيف وموالوه ورعاته بأنه سوف يستمر بحكم سوريا بالحديد والنار والتدمير والتجويع وإرسال مئات السوريين يومياً إلى المقابر أو غرف التفتيش في مراكز التعذيب، ولا يعلم أحد بأي وجه يفاخرون بشرعية نظام هذه أهم أعماله التي سوف يسجلها التاريخ عاراً في جبين التاريخ السوري القادم.
ولأن رجال النظام وميلشياته تجردوا من أي قيم إنسانية، فضلاً عن وطنية ودينية، فإنهم لا ينتهون من ارتكاب أشد الممارسات إيذاء للسوريين، خاصة فيما يتعلق بالأعراض والنساء، وقد جعلت ميلشيات النظام من انتهاك الأعراض في القرى والمدن والسجون أحد أهم أسلحتها لإذلال السوريين.
يوم أمس لم يتحرج مسئولو النظام من المطالبة بإحصاء النساء في حمص، وتدقيق هوياتهن للتفكير في مسألة السماح لهن بالخروج من الأحياء المحاصرة الجائعة، وواضح أن هدفهم، الذي يتفق مع تقاليدهم الوحشية بعد أن كشفوا الأقنعة وبانت عوراتهم، هو اختطاف نساء، كما يفعلون دائماً، والانتقام من أسرهن إما بانتهاك أعراضهن أو بمساومات آبائهن وإخوانهن وأزواجهن وأقربائهن على تسليم أنفسهم بالتهديد بانتهاك أعراضهن. ويروي السوريون قصصاً كثيرة عن هذه المساومات.
وفي أحيان كثيرة يسلم الرجال أنفسهم للنظام، ليجري تعذيبهم وقتلهم وانتهاك أعراض نسائهم أو تحويلهن إلى عبودية قسرية للميلشيات.
والوضع في حمص وفي اليرموك ينذر بموت الآلاف جوعاً، ومع ذلك يستمر النظام في مساوماته، ما يعني أن حمص وحصار التجويع هو المحك الذي تختبر فيه جدية النظام، ومدى استعداده لإنهاء جنونه ومهنيته الإجرامية، والاعتراف بالواقع المشهود الذي يثبت أن كل أساليبه الوحشية وجرائمه وخطط رعاته الخبيثة لتركيع السوريين قد فشلت، وعليه ألا يناطح الجبال، لأن الشعب السوري لم يدفع كل هذه التضحيات من الدماء، والأعراض، والأنفس، والجوع، والتشريد وهو ينوي العودة إلى الخنوع لنظام الأسد والخضوع للإرادة الإيرانية.