الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حملة روسية فاشلة لاستئصال الشعب السوري..؟

حملة روسية فاشلة لاستئصال الشعب السوري..؟

04.10.2015
داود البصري



الشرق القطرية
السبت 3/10/2015
التطورات الدراماتيكية التي شهدتها الساحة السورية خلال الأسابيع الأخيرة؛ حركت الموقف الجامد في ساحات القتال والسياسة في الشرق الأوسط، وأثارت عواصف رهيبة من المتغيرات التي توشك أن تكون انقلابية حقيقية في عموم المشهد البائس السائد!
ففي ظل تواصل وتعمق أزمة الشعب السوري المستعصية وانفجار مسلسل لجوء الموجات البشرية من اللاجئين السوريين نحو الغرب والذي بات يطرح أزمة ضمير أخلاقية كبرى، وفي مواجهة استمرار جرائم النظام السوري في قتل الشعب بالجملة والمفرق عبر أسلوب البراميل القذرة التي أبادت أحياء كاملة من المدن السورية في ظل صمت دولي مريب تجاوز حتى مرحلة التواطؤ ليصل لدرجة المشاركة الفاعلة في الجريمة الممنهجة ضد الشعب السوري والذي استطاع على مدى أربعة أعوام ونيف من عمر الثورة أن ينزل هزيمة ساحقة بالنظام المجرم وأدواته وأن يعريه تماما وأن يشل قدراته العدوانية وأوشك على الإطاحة الشاملة به لولا الحقن والمقويات الإقليمية والدولية التي تهاطلت عليه، فبدءا من العصابات الطائفية العراقية والإيرانية ثم اللبنانية ووصولا لدعم حلفاء النظام الإيرانيين ثم الروس تكرست حقيقة منهجية تؤكد بأن النظام مجرد أداة وألعوبة للقوى الإقليمية المتنافسة وبأن وجوده واستمراريته يدخل ضمن ترتيبات إقليمية معروفة دوافعها و أهدافها ودواعيها.
لقد سقطت ورقة التوت تماما عن عورات النظام التي حاول إخفاءها بمهارة تحت قصف الشعارات الثورية التدليسية واتضحت هويته الحقيقية ودوره المشبوه، ودخول الدب الروسي بشكل سافر وعدواني ومباشر في الحقل السوري أمر لن ينفع النظام أبدا بل سيزيد من تعقيدات أزمته البنيوية المستعصية، فجرائم الطيران الروسي الحليف العلنية ضد المدن السورية البعيدة عن أيادي تنظيم الدولة أظهر الحقد الأممي المشبوه على ثوار سوريا الحرة، وحيث ظهرت روسيا على حقيقتها كدولة مافيوزية تدير ظهرها للعالم وتدعم الطغاة تحت دواع مزيفة وهي حرصها على أمنها القومي كما تقول؟
ويبدو أن العقيدة النازية الروسية الجديدة قد مددت المجال الحيوي للأمن الداخلي الروسي ليصل لدمشق في جريمة عدوان مرفوضة وقف أمامها العالم الحر للأسف وقفة ضعيفة ومرتبكة، فالنظام السوري بعد هزائمه الأخيرة في الشمال والجنوب وعجزه الكامل عن السيطرة على بقعة صغيرة كمصيف الزبداني أظهر تحللا وعجزا مريعا في القيادة والسيطرة وبما ينبئ بنهايته، وهو ما دفع الحليف الروسي لإظهار أنيابه والشروع في ضرب المدن والمواقع السورية الحرة لمحاولة إيقاف الإنهيار وهو حتمي، فطائرات الروس العدوانية وصواريخهم الإرهابية لن تستطيع منع تحقق الحتمية التاريخية المتمثلة في نهاية الطغاة وترحيلهم لمزبلة التاريخ.
ستدفع موسكو ثمنا باهظا لحماقتها هذه التي ستضاف لسلسلة الحماقات التي أوردت النظام الشيوعي السوفياتي السابق مورد الهلاك، فمناورات الروس السابقة بالحديث مع ما أسموه ب (المعارضة المعتدلة) لم يكن في حقيقته سوى حقن تخديرية، ومحاولات بائسة لاختراق الموقف الوطني المعارض، وكان واضحا منذ البداية للجميع حجم التواطؤ الروسي والتخاذل الدولي الذي سمح لنظام الأسد بتحويل سوريا لمقبرة جماعية لشعبها.. العالم الحر مطالب اليوم بتنفيذ التزاماته وتعهداته بنصرة الأحرار. وإيقاف الهجمة الروسية العدوانية الغاشمة أضحت مهمة أممية عاجلة تنتظر المعالجة الفورية، أما مصير العدوان الروسي فسيكون الفشل الفضائحي الكبير الذي سيجلل بالعار كل الذين تواطؤوا وتحالفوا لقتل السوريين وإبادة تطلعاتهم نحو الحرية والانعتاق..
الروس قبل غيرهم يعلمون بأن سوريا لن تعود للخلف أبدا، وإن صواريخهم لن تستطيع تعويم القتلة المنهارين، وإن انتصار الثورة السورية هو الحقيقة، وإن الخيبة والخسران ستطيحان في نهاية المطاف بقياصرة الدجل والإرهاب وبمافيا السلاح الدولي. السوريون على موعد مقدس مع الحرية، والبلطجة الروسية سيكون مصيرها الخسران المبين، واسألوا جبال أفغانستان فهي تنبئكم عما كان وما سيكون!!.. والعاقبة للأحرار والمتقين...