الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حوار حول التدخل الروسي

حوار حول التدخل الروسي

19.10.2015
د. فهد الفانك



الرأي الاردنية
الاحد 18/10/2015
أتاح لنا مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية فرصة حضور حوار سياسي حول أبعاد التدخل الروسي في سوريا ، شارك فيه رؤساء وزارات ووزراء سابقون ونواب وخبراء أكاديميون وإعلاميون.
أخذ المتحاورن بفكرة أن روسيا تريد أن تسترد موقعها كدولة عظمى وأن تثبت موجوديتها على المسرح الدولي ، علماً بأن نجاح روسيا عسكرياً وسياسياً في سوريا من شأنه تعزيز شرعية ومكانة بوتين داخل روسيا.
لاحظ السيد معروف البخيت أن مكانة الأردن الإقليمية والدولية هي الآن عند مستوى عال لم تصل إليه من قبل بما في ذلك عهد الملك الراحل الحسين رحمه الله ، مما يمكنه من لعب دور إقليمي فاعل.
اتفق معظم الحضور على أن الموقف الذي اتخذه الأردن من الصراع في سوريا يتصف بالحكمة والحصافة ، وعلى الاقل ليس بالإمكان أبدع مما كان. لكن البعض تحفز من حيث أن موقف الأردن أثار استياء الجانبين المتصارعين ، مما أثر سلباً على علاقته مع معظم أطراف الصراع ، فالكل يريد من الأردن موقفاً منحازاً ، وبالتالي فإن الاردن يدفع ثمن حياده الإيجابي.
وانتقد البعض فتح الحدود الأردنية لأفواج اللاجئين بدون حدود ، ولكنهم أشادوا بسيطرة الجيش الأردني على الحدود.
اتضح الفرق بين الأهداف الأميركية والروسية في الحرب على الإرهاب ، فأميركا تأخذ بسياسة حفظ التوازن ودعم الجهة التي يميل الميزان العسكري ضدها ، في حين أن الهدف الروسي حسم الصراع بحيث يتم القضاء على منظمات الإرهاب أولاً ومن ثم الانخراط في حل سياسي.
يميز العملية الروسية الجوية أنها تعمل بالتناغم مع قوات برية هي الجيش السوري الذي تعزز مؤخراً عدداً وعدة ، وأخذ يتقدم جغرافياً تحت الغطاء الروسي. وليس صحيحاً أن بشار الأسد أصبح في قبضة الروس طالما أنه يسيطر على الجيش وأجهزة الدولة ، مما يجعله في الواقع حليفاً وشريكاً.
أشاد بعض المعلقين بالعلاقة القوية بين الأردن ومصر ، من حيث أن مصر تستطيع أن تقدم خدمة للأردن بقدر ما يستطيع الأردن أن يقدم خدمة لمصر ، وهنا نذكر أن مصر أعلنت تأييدها للتدخل الروسي في سوريا وأنها تقترب من أخذ موقف صريح إلى جانب الدولة السورية مما يسحب البساط من تحت أقدام من يتاجرون بتصوير النزاع على أنه ُسني شيعي.