الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حول السياسة الدولية في المنطقة

حول السياسة الدولية في المنطقة

30.10.2013
الوطن السعودية


الثلاثاء 29/10/2013
تداعيات الأزمة السورية لن تقتصر على الداخل السوري، هذا أمر مفروغ منه، وإلا فلماذا اشتعلت الحدود التركية السورية، وأصبحت بعض المناطق السورية بؤرا لشبيحة النظام، والأخرى مناطق تتمركز فيها الجماعات المتطرفة من كل طائفة وعرق؟
انسحب المشهد الدموي السوري على لبنان، منذ عام تقريبا، عندما فضل زعيم حزب الله الوقوف مع نظامي بشار في دمشق والملالي في طهران، فاشتعلت سورية، وطال الحريق لبنان.
لأكثر من أسبوع تستمر المواجهات العنيفة في طرابلس اللبنانية، منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية تواجه منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية. وبدأ الجيش اللبناني انتشاره في هذه المناطق، بعد مواجهات أسفرت عن 14 قتيلا في أسبوع واحد.
لم ينته الملف السوري، والسبب أن هيئة الأمم المتحدة لا تقوى على فعل شيء، والأهم من المنظمات الدولية أن سياسات واشنطن في المنطقة أثبتت فشلها بعد عاصفة الربيع العربي، فشلت الولايات المتحدة في سورية فشلا دبلوماسيا ذريعا، وكان الاتفاق الأميركي الروسي بشأن نزع الأسلحة الكيماوية عنوان هذا الفشل، والباب الجديد الذي دخلت معه واشنطن إلى فضاءات سياسية جديدة، قد يعرض المنطقة للمزيد من الانقسامات، ويعرض واشنطن للمزيد من الخسائر السياسية في الشرق الأوسط. الأميركيون فشلوا في مصر، بعد أن فشلوا في سورية، فاتجهوا إلى طهران، وبدأ المراقبون في واشنطن يحذرون إدارة أوباما من خسارة بلادهم لدول الاعتدال في المنطقة، والتي تمتلك ثقلا سياسيا واقتصاديا كبيراً، وعلى رأسها دول الخليج العربي، وذلك نتيجة إصرار الإدارة الأميركية على التقارب مع إيران على حساب أمن المنطقة واستقرارها.
سورية كانت المنعطف الأهم، والامتحان الأصعب، للسياسة الأميركية في المنطقة، وقد فشلت إدارة أوباما في إنهاء الصراع في سورية، ووسائل الإعلام الأميركية تحذر من أن الحرب السورية قد تستمر عقدا كاملا، أي ربما حتى عام 2023، ولنا أن نتخيل حجم تداعيات هذا الصراع الشرس الذي يدور في سورية على دول الجوار، خلال العقد القادم، خاصة لبنان والعراق وتركيا، وهذا يعني أن الأزمة السورية هي نقطة تحول لدبلوماسية دولية جديدة في المنطقة، فلم تعد أميركا قطب العالم الأوحد، والأمم المتحدة انهارت سياسيا، وعلى هذا الأساس ينبغي لأنظمة المنطقة أن تبني سياساتها في المستقبل.