الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حياد إيجابي وعدم انحياز

حياد إيجابي وعدم انحياز

21.10.2015
د. فهد الفانك



الرأي الاردنية
الثلاثاء 20/10/2015
موقف الأردن من الأزمة السورية هو الحياد الإيجابي ، أو عدم الانحياز ، مما لا يروق لبعض أو جميع الأطراف المنخرطة في الصراع ، ويؤدي لفتور علاقات الأردن بها. لكن هذا أفضل من الانحياز ومعاداة هذا الطرف أو ذاك وهو وضع لا يرغب الأردن أن يجد نفسه فيه.
تجلى الحياد الإيجابي وعدم الانحياز في خطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة الذي جاء خطاباً حضارياً وأخلاقياً وليس سياسياً. ذلك أن الدخول في السجال السياسي يعني اتخاذ موقف ضد هذا الطرف أو ذاك. وهكذا حافظ الأردن على موقعه ومكانته دون أن يضطر لاستفزاز جهة ما.
جاءت بعد ذلك خطوة غير مسبوقة من قبل مستشار جلالة الملك للشؤون العسكرية ورئيس هيئة الأركان عندما أرسل برقية تهنئة بالعيد إلى نظيره السوري ووزير الدفاع السوري مما أعتبر مبادرة ودية لقيت التقدير.
ثم جاءت الخطوة الموفقة لسمو الأمير علي بن الحسين في قطر عندما ذهب إلى الفريق السوري بعد مباراته مع إيران. وشجعه وصافح جميع أعضائه  وامتدح أداءهم فعبّر عن الأخوة بين الشعبين الشقيقين.
هذه الخطوات المحسوبة والمبادرات الإيجابية لقيت قبولاً ودعمأً من جانب المواطن الأردني الذي يتعاطف مع الشعب السوري الشقيق في محنته.
في لقاء بين نشطاء أردنيين مع الرئيس السوري بشار الاسد تكلم الرئيس ودياً عن الأردن ، مما أوضح أنه أخذ يتفهم موقف الأردن وعدم تورطه في دعم الإرهابيين أو تمرير الدعم لهم عبر الأراضي الأردنية.
للأردن مصالح أساسية في سوريا والعراق والسعودية وقطر وإيران وتركيا وروسيا وأميركا ويهمه بالتاكيد أن يحتفظ بأقوى العلاقات مع كل منها. ويبدو واضحاً أنه ينجح في هذا التوجه.
موقف الأردن مما يجري في سوريا يشـبه إلى حد بعيد موقف مصر ، ومن هنا تتضح الحاجة إلى قيام تعاون وثيق بين البلدين ، فالأردن بحاجة للغطاء المصري إقليمياً ، ومصر بحاجة للغطاء الأردني دولياً. ومحور عمان القاهرة ضرورة قومية تحتمها الظروف العربية الراهنة.
الأردن اختار إقامة علاقات إيجابية مع كل الأطراف باستثناء معسكر الإرهاب والتكفير بجميع أطيافه الذي يجد للأسف أطرافاً عربية تدعمه بالمال والسلاح من منطلقات مذهبية.