الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حين قتلت المخابرات السورية ابن عم الرئيس العراقي...؟

حين قتلت المخابرات السورية ابن عم الرئيس العراقي...؟

22.09.2013
داود البصري


الشرق القطرية
السبت 21/9/2013
المكان: مطار دمشق الدولي..
الزمان: شهر أغسطس عام 1989
الملف: جريمة خطف وتعذيب وقتل
الضحية: د. فؤاد الطالباني ابن عم الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني!!
للمخابرات السورية ملفات إرهاب دولية وإقليمية بشعة ورهيبة، وهي ملفات سوداء معروفة للدول والأنظمة ولم يحاسبه أحد على تلكم الجرائم خصوصا تلك الموجهة ضد الأفراد والأحزاب والجماعات، ولجرائم الاختطاف والتعذيب ومن ثَمَّ الموت تحت سياط الجلادين تاريخ حافل في ممارسات وسجلات المخابرات السورية التي اختصت باختطاف المواطنين العرب من لبنان وفلسطين والعراق وتغييبهم في معتقلات وسجون نظام البعث السوري الرهيبة، والجرائم التي اقترفها جهاز مخابرات القوة الجوية (أبو المخابرات) تدخل ضمن مقاييس خاصة لكونها تعبيرا عن إرادة مؤسسة الرئاسة وقمة هرم القيادة في دمشق، وجميعنا يتذكر حكاية الإرهابي نزار هنداوي الذي كاد يفجر طائرة مدنية في مطار لندن عام 1985 والمداخلات التي اتبعت ذلك الحادث، ولعل حكاية المعارضة العراقية السابقة والحاكمة حاليا مع المخابرات السورية هي من أغرب الحكايات في تاريخ العمل السياسي في الشرق القديم، فليس سرا معرفة حقيقة إن جميع الأحزاب العراقية الحاكمة بعناصرها القيادية قد تربت في مصانع المخابرات السورية والتي تحتفظ وثائقها وأرشيفها بملفات سوداء فظيعة لحالات التخادم بين الطرفين وحيث ننتظر وعلى أحر من الجمر سقوط النظام السوري وكشف خزانته الاستخبارية أمام المختصين ليتبين حجم ودرجة التخادم الاستخباري المرعب، فمن المعروف أن أحقر عنصر استخباري سوري يستطيع إهانة أي معارض عراقي مهما بلغت رتبته ومستواه خصوصا وأن أحزاب المعارضة العراقية السابقة والحاكمة حاليا كانت تنفذ مخططات وبرامج تلكم المخابرات بأريحية وطاعة متميزة، وقد تعرض الرئيس العراقي الحالي وزعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تأسس في دمشق عام 1976 السيد جلال طالباني لإهانة شخصية كبرى من تلكم المخابرات وتحديدا من فرع القوة الجوية الذي كان يرأسه وقتذاك المجرم اللواء علي مملوك مدير جهاز الأمن القومي السوري الحالي وأحد أهم أركان الإرهاب الإقليمي في المنطقة، ففي صيف عام 1989 وبينما كان الدكتور فؤاد طالباني ابن عم السيد جلال قادما من لندن متجها لكردستان العراق قام فرع القوة الجوية باختطافه وتحويله للتحقيق ومن ثم التعذيب في مطار المزة العسكري وخضع لاستجواب مطول وتعذيب قاسٍ على يد رئيس مخابرات فرع الجوية المجرم علي مملوك، وكان الخطف والتعذيب قد تم بأوامر مباشرة من المقبور حافظ أسد، وكانت التهمة إجبار المرحوم فؤاد على الاعتراف بأنه كان متجها لبغداد لمقابلة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بناء على أوامر وتعليمات من جلال طالباني ولم تكن تلك التهمة صحيحة بأي حال من الأحوال، مما دعا المجرم مملوك لتعذيب المرحوم شخصيا وضرب رأسه بأبواب حديد غرفة التحقيق حتى تعرض رأسه للضرر المباشر مما تسبب في شلله رباعيا ثم تم نقله لسجن (صيدنايا) العسكري بأبشع حال وحيث شوهد هناك عام 1992 قبل أن تتم تسوية وصفقة معينة بين المجرم حافظ أسد والسيد جلال طالباني لإطلاق سراح ابن العم المختطف والمشلول ولكن بعد أن ساءت حالته كثيرا وتوفي فور خروجه من المعتقل؟ ومع ذلك فقد أسدل ستار من الصمت والتجاهل على تلكم الجريمة الشنيعة وأسدلت ستائر النسيان على جريمة المجرم علي مملوك ولم يتحدث الإعلام العراقي عن تلك الجريمة حتى بعد أن ساءت العلاقات مع نظام دمشق عام 2009، وطبعا جريمة قتل فؤاد طالباني ليست هي الأولى والأخيرة لمناضلين عراقيين وعرب قتلتهم أجهزة المخابرات السورية فذلك ملف مفتوح يشمل أبناء سوريا والأردن وفلسطين ولبنان والعراق ومصر فالنظام السوري هو في النهاية عبارة عن آلة قتل وطحن للأجساد البشرية وقد توارث قادة النظام السوري الإرهابي الجريمة كابرا عن كابر وأبدعوا في مجالاتها الحيوية في ظل الصمت والتجاهل الدولي والعربي، ولكن صمت الرئيس العراقي عن تعذيب ومعاناة ومصرع ابن عمه يظل من أكبر الأسرار غموضا ويثير التعجب والذهول، فكيف يتم الصمت والتجاهل لتلك الجريمة المروعة؟ وما هي أسرار الصفقة التي تمت على أساسها لفلفة الموضوع وطمس القضية.. رغم أن الجرائم ضد الجنس البشري تبقى قائمة ولا تسقط بالتقادم؟ وكيف تبتلع القيادات العراقية كل تلكم الإهانات والجرائم وتقوم بالدفاع عن مجرم وطاغية أشر حان أوان محاسبته وتقديمه للعدالة...؟ أسئلة حرجة أطرحها على المعتصمين في المنطقة البغدادية الخضراء لعلهم يحلون شفراتها وألغازها..؟