الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حين يتاجر الحلفاء بشقاء السوريين وتشردهم!

حين يتاجر الحلفاء بشقاء السوريين وتشردهم!

05.05.2013
طارق مصاروة

الرأي الاردنية
الاحد 5/5/2013
للروس رؤوس يابسة!! فهم يرفضون رؤية اوضاع اللاجئين السوريين حتى لا يوصلهم ذلك «لفرض مناطق حظر للطيران»، وكأن ما تريده موسكو هو ابقاء جنوب سوريا الذي لم تعد الدولة قادرة على الوصول اليه، ابقاؤه فارغاً تحكمه الفوضى، والقصف المدفعي، والطيران والدبابات ويتجول فيه آلاف الاطفال والنساء المرعوبين الباحثين عن ملجأ وجرعة ماء ورغيف خبز!!.
ونقول للروس ، ماذا لو منعنا آلاف الناس الهاربين بأرواحهم من الوصول الى الاردن؟ ماذا لو تجمع الاف الناس عند شريط الحدود الاردنية؟ الا تصبح المنطقة منطقة محظورة على دخول النظام اليها؟
نحن لا نتاجر بآلام وشقاء الشعب السوري حين ندعو مجلس الامن الى زيارة المخيمات المقامة على ارضنا، فمجلس الامن حسب شرعة الامم المتحدة مسؤول عن السلام والأمن القوميين، والا فهل السلام كما تفهمه روسيا هو سلام نظام القمع والفساد والنهب؟ وهل الامن هو أمن مجموعات اجرامية استباحت من عقود خبز السوريين وحريتهم وكرامتهم وارهبت الدول العربية بشبيحتها الذين هيمنوا على الفلسطينيين وعلى اللبنانيين، وساهموا مع الاميركان في احتلال العراق، ونشروا في البلد المحتل مجموعات القاعدة الارهابية، فكان العراق نهباً للاحتلال الاميركي، والتدخل الايراني، وارهابا لسوريا في تحالف عجيب لم يجد العراقيون تفسيراً له!!.
عجيب امر الروس وتابعهم في الصين بلد ماو تسي تونغ الذي كان يرفض مبدأ بيع السلاح للشعوب الثائرة على الاحتلال وانظمة الطغيان، تُرى لو كان ماو حياً الا يبادر هو وليس اميركا الى تسليح المعارضة السورية، كما سلح ثوار فيتنام، ووقوف كل شعوب جنوب وغرب آسيا في وجه الاستعمار؟؟
لم يقصد الاردن الاحتيال على مجلس الامن حين دعا اعضاءه الى رؤية الكارثة الانسانية ولو اراد فرض مناطق آمنة على حدوده الشمالية لفرضها دون اذن من احد، لكن الاردن وهو يقف في وجه الاحتلال والبلطجة الدولية، يؤمن بشيء اسمه المجتمع الدولي، ويساهم في تشكيل عالم آمن يسوده السلام والكرامة الانسانية، فقد احتملنا لجوء الملايين من العرب وغير العرب، وجعلنا من بلدنا خليطاً من اناس يؤمنون بالحرية، ويدافعون عن الكرامة والامن والاستقرار، فالمجرمون وحدهم هم الذين جعلوا من شقاء الشعوب واللجوء والتشرد سياسة لها مدافعون كدفاع المندوب الروسي عن المجرمين، وصمت المندوب الصيني الذي ابتلع لسانه بعد ان ادار ظهره لمبادئ ثورة الشعب الصيني، وتقاليد دولته العظيمة!!.