الرئيسة \  واحة اللقاء  \  حين ينتحر الطاغية!

حين ينتحر الطاغية!

17.09.2013
طارق مصاروة



الرأي الاردنية
الاثنين 16/9/2013
يبدو الاتفاق الأميركي - الروسي على إزالة أسلحة الدمار السورية، أنه خارج الأزمة الحقيقية.. خارج نهاية الحرب، وإعادة الحياة إلى سوريا. لكن الأمر ليس كذلك فإزالة أسلحة الدمار هي خلع لأنياب ومخالب النظام، ومنعه من استعمالها في ممارسة هكذا أنظمة للانتحار، حين تصل إلى النهاية!
التوافق الدولي يأخذ هذا الانتحار بعين الاهتمام، لأنه في انتحار النظام: المقولة المعروفة: أنا أو سوريا. وقد شهدنا وما نزال نشهد حالة انتحار الاخوان المسلمين في مصر. فشعار نحن في الحكم أو مصر، هو تهديد حقيقي، وأمس كانت فعاليات الانتحار: السيطرة عدة ساعات على مترو القاهرة لعرقلة السير، وشلّ المدينة ذات السبعة عشر مليوناً.
- ولماذا؟!
- من أجل إعادة شرعية رئيس لا يعرف كيف يكون رئيساً!
.. اليوم سيكشف تقرير المراقبين الدوليين أن السلاح الكيماوي استعمل في قرى الغوطة، وأن هذا السلاح قتل 1438 طفلاً وامرأة وشيخاً، واعطب آلافاً أخرى. وهذا السلوك الذي اصطنعه النظام «لمقاومة الإرهاب»، يمكن تعميمه على سوريا كلها، لأن النظام ينتحر ويريد أن يأخذ معه سوريا.. سوريا الأسد ذاتها باعتبارها مُلكاً من أملاك العائلة!
أعرب أحد الألمان الطيبين الذي أخبرني أنه ألقى بندقيته على الجبهة الفرنسية في الحرب العظمى الثانية، وذهب إلى دورية أميركية وسلّم نفسه. الرجل كان يقول: بالنسبة لي انتهت حرب الدفاع عن الوطن، وأصبحت حرب أدولف هتلر. ولو أن الجميع وصلوا إلى هذه القناعة، وتجاوزوا الخوف من النظام لوفروا على وطنهم كل الدمار الذي احاق به، وثمانية ملايين قتيل، ومثلهم أسرى.. وعذابات العالم كله وليس الألمان وحدهم!
كان نظام ادولف هتلر ينتحر، ويأخذ معه ألمانيا.. ولم تصل الشجاعة بالديكتاتور حدها حتى كانت جحافل الجيش الأحمر تجتاح بوابة براندنبرغ.. فانتحر مع عشيقته وكلبه!
لقد كان بعض الديكتاتوريين العرب يفهم معنى أن تذهب إلى النهاية وحدك.. دون الوطن. وهكذا تصرف بن علي، وهكذا حسني مبارك لكن بعضهم الآخر بقي يصرخ في الناس: من أنتم؟؟ دون أن يدرك أنهم الشعب حتى مات ميتته الشنيعة. وها هو الأسد مستعد لقتل كل السوريين بالأسلحة الكيماوية.. دون أن يفهم أن سوريا الأسد جملة قالها منافق، ولكنها لا تعني أن سوريا مُلكاً للعائلة!
في حمص، قتل الشاعر ديك الجن حبيبته وجاريته حين شعر أنه مقبل على الموت:.. لأنه يحبها!