اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ حين يهيمن على القرار، من ليس مؤهّلا : لصنعه .. أو فهمه
حين يهيمن على القرار، من ليس مؤهّلا : لصنعه .. أو فهمه
26.10.2017
عبدالله عيسى السلامة
*) القرار ، أيّ قرار ، يحتاج إلى عقل سليم ، أوّلاً ، وقبل كل شيء !
*) القرار العادي السهل ، يكفي فيه العقل البسيط ! فشراء بدلة ، أو قميص ، مثلاً .. لايحتاج إلى عقل كبير، أو ذكاء جيّد ، أو خبرة عالية جدّاً ! بل يكفيه عقل عادي متوسّط ، وذكاء متوسّط ، وخبرة عادية بسيطة ، في شراء البضائع ، من نوع البضاعة المراد شراؤها !
*) أمّا شراء سيارة ، أوبيت ، أو قطعة أرض .. فيحتاج إلى عقل أكبر ، وخبرة أوسع ممّا يحتاجه شراء الحاجيات اليومية البسيطة !
*) أمّا القرار السياسي ، فالأمر فيه يختلف ! فهو يحتاج إلى عقل راجح كبير ، وإلى حكمة، وإلى خبرة عالية في صناعة القرار، وإلى قسط كبير من التجرّد والموضوعية والمنهجية ، وإلى معلومات واسعة عن القرار المدروس ، وإلى خيال سياسي ، قادر على الاستشراف والتوقع ، وحساب المآلات المتصوّر حدوثها ، نتيجة للقرارات والأفعال والمواقف المتّخذة .. وحساب التداعيات المتوقّعة ، من النتائح المتوقّعة ، أو المطلوبة ، من وراء القرار !
*) لذا :
1) الأشخاص المؤهلون للرأي والمشورة ، قد لايكونون مؤهلين ، بالضرورة ، لصناعة القرار التنفيذي ! وكذلك المجالس المؤهّلة لصناعة الرأي والمشورة ، قد لاتصلح ، بالضرورة، لصناعة الرأي التنفيذي الناضج السديد ، الذي يحتاج إلى قدر كبير، من الخبرة والحكمة ، والاستعداد لتحمل المسؤولية ؛ لاسيّما إذا كانت هذه المجالس ، منتخبة من جماهير، لا يََعرف كثير من أفرادها ، لماذا ينتخبون الشخص المرشح لهذه المجالس ، ولا يفرقون بين الصفات الفردية العادية ، التي يحبّها كثير من الناس ، كالشجاعة والكرم .. وبين الصفات والمؤهلات ، التي يحتاجها صنع القرار المعقد ، لدولة ، أو حزب ، أو تجمّع سياسي من أيّ نوع ! فيبدو التفاوت بين المنتخَبين للمجالس الشورية ، حتى التشريعية منها ، يبدو كبيراً ، وكبيراً جداً ، أحياناً ، من حيث الثقافة والوعي ، والخبرة في صناعة القرار، والتجرّد والنزاهة ، والقدرة على حساب القرار الصعب والمعقد والخطير! وأحياناً يكون المنتخَبون أميّين ، أو جهلة ، لايعرفون القراءة والكتابة ! فلايستطيع أحدهم أن يقرأ كلمة ، ممّا هو مطروح في وسائل الإعلام ، حول مسائل السياسة المحلية والخارجية .. أو لايرى حاجة ، لأن يكلّف نفسه قراءة شيء ممّا يقتضيه موقعه ، من أخبار ومعلومات ، وتحليلات ودراسات ! وقد يبدو هذا سائغاً ، أو مقبولاً ، في المحالس التمثيلية ، التي ينتخبها الناس على اختلاف مدراكهم ومشاربهم ، لتمثلهم في التعبير عن آرائهم ، داخل مؤسسة شورية ، أو تشريعية ، من مؤسّسات الدولة !
2 ) أمّا الهيئات التنفيذية ، فالأمر فيها مختلف ! إنها هيئات صناعة قرارات ، ذات طابع عملي على الأرض ، سياسياً كان ، أم اقتصادياً ، أم تربوياً .. خارجياً كان ، أم داخلياً ! فهي ، بالتالي ، بحاجة إلى عناصر متقاربة المستوى ، من حيث الكفاءة والخبرة والاطلاع . وحتى لو كان بينها اختلاف ، في طرائق التفكير، فإن هذا الاختلاف ، هو اختلاف أناس ذوي كفاءات وخبرات ومؤهلات ، متقاربة المستوى، تمتح من مصادر معرفة موحّدة ، أوشبه موحّدة ، فيما يتعلّق بقراراتها ! فلا يستقيم الأمر، مثلاً ، لو وجِدت بعض الصور التالية ، ضمن مؤسّسة صناعة القرار التنفيذي :
ـ دراسة قرار سياسي ، أواقتصادي ، ضمن فريق عمل ، فيه عضو يحمل أعلى الدرجات العلمية ، وأعلى الخبرات العملية ، فيما يتعلّق بنوع القرار.. وعضو آخر لايفقه شيئاً ، ألبتّة ، من طبيعة القرار، وكيفية حساب معادلته ، والنتائج المرجوّة منه ، والبدائل المتاحة أمام صانع القرار فيه ! ومع ذلك يعَدّ كل منهما ، شريكاً كامل الشراكة ، في الرأي والمناقشة ، والتصويت على القرار.. ليجد فريق العمل نفسَه ، مكبّلاً بجهل الجاهل ، الذي يسعى إلى فرض رأيه ، في موضوع لا يفقه منه شيئاً ، أو في معارضة دراسةٍ حول الموضوع ، دون أن يعرف لمَ يعارضه ..وذلك لجهله بجملة الموضوع وتفصيلاته !
ـ دراسة موقف معيّن ، من قضيّة ما ، في هيئة تنفيذية ، فيها أعضاء يتابعون أولاً بأول ، كل خبر يتعلّق بهذه القضية ، وكل دراسة ، وكل تحليل ! وأعضاء آخرون لايتابعون أيّ خبر، عن القضية المطروحة ، ولا يعرفون ما يكتب ، حولها، أو يقال ، وليس لديهم أيّ استعداد ، لمتابعة مايجري فيها ، على أرض الواقع ! ومع ذلك ، يجعل هؤلاء من أنفسهم ، أحياناً ، أوصياء على القرار، وعلى المصلحة العامّة ، التي يدرَس القرار لخدمتها ، وانطلاقاً منها !
ـ وجود شخص أحمق ، في الهيئة التي تصنع القرار، يعكّر الأجواء بصخبه وضجيحه، كلما همّت الهيئة بصناعة قرار لايعجبه ، أو قرار يخالف رأيه !
ـ وجود شخص ضعيف الإرادة ، في الهيئة ، لايستطيع أن يناقش ، الآراء المطروحة ، بجرأة ، مخافة إثارة الغضب ،أو الاحتجاج ، لدى أحد أعضاء الهيئة !
ـ وجود شخص سفيه أناني ، صاحب مصلحة خاصّة ، يحرص ، دائماً ، على صناعة القرارات التي تخدم مصلحته ، ويصنع المشكلات ، ويضع العقبات ، في وجه أيّ قرار يخالف مصلحته الخاصّة هذه !
ـ وجود شخص معتدّ بنفسه ، إلى حد الهوس ، يعاني من عقدة الإحساس بالعظمة ، وتوهّم العبقرية لديه ! فهو لا يقبل رأياً ، مالم يصدر عنه ، هو شخصياً ، أو ينسَب إليه الفضل فيه ! فيشلّ الهيئة عن صناعة أيّ رأي ، أو موقف ، أو قرار .. حتّى يرضى هو عنه ، بأن يعيد صياغته ، بما يجعله منسوباً إليه ! وقد يسفّه رأياً ، يعرض في الهيئة ، لمجرّد التسفيه ، ثم يذكّر بأن هذا الرأي هو رأيه الخاصّ ، الذي طرحه قبل يوم أو يومين ! فيسوّغ تناقضه بما يعزّز إحساسه بعظمته .. كأن يزعم أن الموقف اختلف ، بين الأمس واليوم..أو أن الظرف اختلف ، أوغير ذلك!
ـ وجود شخص مصاب بعقدة الكبر، تمنعه عقدته من التراجع ، عن رأي رآه ، بدايةً .. حتى لو أيقن ، بينه وبين نفسه ، أنه على خطأ ، بعدما يتبّين له ، أن الصواب يكمن ، في الرأي المخالف !