الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "حُرم" على "النصرة" و"القاعدة" و"الإخوان"!

"حُرم" على "النصرة" و"القاعدة" و"الإخوان"!

01.08.2013
سركيس نعوم

النهار
الخميس 1/8/2013
تابع المرجع "الإسلامي" اللبناني والعتيق حديثه عن أميركا ومصر بعد "الانقلاب" على رئيسها "الإخواني" محمد مرسي، قال: "بعدما شعر أخصام "الإخوان" في مصر بعجزهم عن التأثير في مرسي، وعن إقناعه بتعديل مواقفه وسياسته، راحوا يطالبون الجيش المصري بالتصدي له وبتخليصهم منه. في تلك المرحلة كان الأميركيون، من مسؤولين وباحثين وإعلاميين، ينتقدون دعوة العسكر الى حل الخلافات مع مرسي ويعتبرونها مسّاً بالديموقراطية. كما كانوا ينتقدون دعوة هؤلاء إلى مقاطعة الانتخابات النيابية معتبرين أنها غير ديموقراطية. وتساءل عن السبب الذي جعل الاميركيين يحجمون عن إدانة "الانتهاك الفاضح للديموقراطية الذي قام به الجيش المصري". وأكد في نهاية كلامه عن مصر أن "إخوانها" لن يمارسوا العنف وسيستمر تحركهم في الشارع رفضاً لما حصل. وأكد أيضاً أن أنصار مرسي المعتصمين والمتظاهرين ليسوا كلهم أعضاء في الـ"جماعة"، إذ إن نسبة "الإخوان" فيهم لا تتعدى الثلاثين في المئة.
أما في موضوع سوريا فقال المرجع "الإسلامي" اياه إن الخليج عموماً والمملكة العربية السعودية خصوصاً وربما قطر اتفقوا مع الأردن لكي يكون الجهة الأساسية التي تساعد ثوار سوريا بالوسائل المتاحة. وقال ايضاً ان أميراً سعودياً توجه الى الأردن واستأجر مكتباً وحوَّله مركزاً لعمله المتعلق بما يجري في سوريا، وذلك بالتنسيق مع المسؤولين الكبار في عمّان. ويبدو، استناداً إليه، أن المناطق السورية المحاذية للأردن غير مهمة الآن لنظام الأسد. ومن شأن ذلك الإفساح في المجال أمام تدريب الثوار وأمور أخرى، ولا سيما في ظل اقتناع المملكة الأردنية ومعها أميركا وإسرائيل بأن الجنوب السوري الموصل الى الأردن يجب أن يبقى تحت سيطرة الثوار ولكن غير المتطرّفين، حرصاً على أمن الجميع. أما المقابل الذي حصل عليه الأردن لقاء تعاونه مع السعودية لمساعدة ثوار سوريا، ومع أميركا لمواجهة خطر إرهاب الإسلاميين المتشددين في الثورة السورية ضده وضد إسرائيل، فكان التفاهم مع المعارضة الإسلامية الأردنية (وعمادها "الإخوان") على التخلي عن معارضتها السياسية والشعبية، وخصوصاً بعدما بدأت تتصاعد، والتركيز على الموضوع السوري.
ماذا عن لبنان عند المرجع "الإسلامي" اللبناني المزمن نفسه؟
قال إن معلوماته تشير الى ان المملكة العربية السعودية قد بدأت تتخلى عن الرئيس سعد الحريري، أو أنه لم يعد الركن الأساسي في حركتها اللبنانية وفي المواجهة التي تخوض ضد إيران وحليفها اللبناني ("حزب الله") والسوري (نظام الاسد). ولا يعني ذلك عدم التعامل معه وعدم حمايته. بل يعني أن حصرية التمثيل السنّي التي استحقها والده الشهيد رفيق الحريري، إضافة الى تمثيله الوطني، لم تعد واردة عند السعوديين. فهم يعملون ويتعاملون مباشرة مع شخصيات وجهات نافذة في فريقه السياسي ("تيار المستقبل"). أما "إخوان لبنان" المنضوون في "الجماعة الإسلامية" فالأبواب السعودية كلها مقفلة في وجوههم. وتجلّى ذلك ولا يزال في عدم "استقبالهم"، وفي عدم تقديم الدعم المالي لهم مثلما يفعلون مع غيرهم، ولا سيما الذين منهم ينتمون إلى تيارات أو جمعيات سلفية. حتى دولة قطر، لفت المرجع "الإسلامي" نفسه، بدأت تُنسِّق مع السعودية وتوزع مساعداتها المالية على شخصيات وجمعيات صوفية وإسلامية سلفية. لكنه أشار الى محاولة أجراها مع السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري وهو صديقٌ له من أيام "عمله" في باكستان للسعي لدى المملكة للانفتاح على "إخوان" لبنان. ولم يكن النجاح حليفها لأن الانفتاح الذي حصل كان محدوداً وخجولاً وبعيداً من الأضواء. المملكة العربية السعودية تحاول الآن قيادة المعركة أو المواجهة سواء مع نظام الأسد أو إيران أو "حزب الله". والأمير، الذي أخبرتُك أنه "أسس" مكتباً متقدماً في الأردن لهذه الغاية أرسل وراء "الحلفاء" اللبنانيين والسوريين وغيرهم، وأبلغ إليهم ان بلاده تتعاون مع الجميع باستثناء جهات ثلاث هي: "جبهة النصرة" و"تنظيم القاعدة" و"الإخوان المسلمون". ماذا يعني ذلك؟ تساءل المرجع "الإسلامي" اللبناني نفسه وسأل: من سيقاتل في سوريا نظامها وإيران و"الحزب"؟ ما هو عدد أعضاء "النصرة" و"القاعدة" فيها؟ إنه قليل. أمّا إسلاميو سوريا ومنهم "الإخوان" فعددهم كبير جداً. فهل سيتكفل الليبراليون والديموقراطيون بإنجاح الثورة؟
هل من مشروع سوري للسعودية؟ وكيف ستحمي الثورة فيها؟