اخر تحديث
الأحد-21/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ خاطبَ العقولَ ، ممسكاً بمفتاح الخوف ، فأطفأ الله به ، نارَفتنة حامية !
خاطبَ العقولَ ، ممسكاً بمفتاح الخوف ، فأطفأ الله به ، نارَفتنة حامية !
13.07.2020
عبدالله عيسى السلامة
إنها فتنة قبلية، اشتركت فيها مجموعات ، من القبائل المتصارعة ، في خلاف ، حول قطعة أرض واسعة!
كانت القبائل تحتشد ، من الطرفين، استعداداً للقتال.. وكان الخطباء يثيرون حماسات المقاتلين!
أرسلت الشابّ ، ابنَ الثلاثين عاماً ، قبيلتُه ، إلى الجهة الأخرى ، جهة الخصوم ، باقتراح منه ، ليرى ماعند الخصوم ، أو الأعداء .. فيخاطبهم ، بما يقتضي الموقف! كان مجرّد رسول من قومه ، وكان يحظى باحترام الجهة المقابلة ، لاعتدال موقفه ، وعقلانيته ! ولما يسمعونه ، عن صفات أبيه النبيلة ، دون أن يروه !
بادر الزعماءَ ، في جهة الخصوم ، قائلاً : انظروا ، ما ذا ترون أمامكم ، على بعد مئات الأمتار؟ فقالوا : نرى حشوداً ضخمة من الرجال !
فقال : إنهم ، جميعاً ، يحملون أسلحة فتّاكة ، لقتالكم ، ويحملون دماءهم على أكفّهم، وهم مستعدّون للموت ، دفاعاً عن الأرض ، التي تدّعون أنها لكم ، وتطالبونهم بها! فهل تعتقدون ، أنكم ستنتصرون عليهم ، وتأخذون منهم شبراً من الأرض ، مادام فيهم رجل واحد ، على قيد الحياة !؟
شعر الرجال بواقعية الكلام ، وأحسّوا بالحيرة ، فيما يفعلون ! فاستنصحوه ، حول الموقف العقلاني السليم ، فنصحهم بإظهار النيّات الطيّبة، واللجوء إلى الحلّ السلمي، عبر المفاوضات ! فاقتنعوا بكلامه ، وأرسلوا معه رسالة شفهية ، بقبول ما ذكره !
سمعت امرأة من القوم ، ماتحدّث به ، وبما نصح به قومَها ، فزغردت ، فرحاً ، وهي تسأل ، من وراء جدار: أنت ابن فلان ؟ فقال : نعم ، فقالت ، بارك الله بك ، يابنيّ، وكثّر من أمثالك !
وتصالح الطرفان ، وانتهت الفتنة !
فكم بين الناس ، اليوم ، مِن فتنٍ ، تحتاج عقولاً ، كعقل ذلك الشابّ !
بعثت قريش ، عُمير بن وهب الجُمَحي ، ليستطلع قوّة جيش المسلمين ، قبل معركة بدر، فدارَ عمير بفرسه ، حول معسكر المسلمين ، ثمّ رجع إلى قريش ، وقال : ثلاثمئة رجل ، يزيدون قليلاً ، أو يَنقصون ! ولكن ، أمهلوني ، حتى أنظر: اللقوم كمين ، أومَدَد ! فانطلق ، في الصحراء ، في الممنطقة المحيطة ، يبحث عمّا إذا كان هناك بقيّة ، لجيش المسلمين ! فلم يرَ شيئاً ، فرجع إلى قريش ، وقال : ماوجدت شيئاً ، ولكني رايت ، يامعشر قريش ، الروايا تحمل المَنايا ؛ نواضح يثرب تحمل الموت الناقع .. قومٌ ليس لهم منعة ولا ملجأ ، إلاّ سيوفهم ، والله ما أرى ، أن يُقتل رجل منهم ، حتى يَقتل رجلاً منكم! فإذا أصابوا منكم أعدادهم، فما خير العيش، بعد ذلك ؟ فرَوا رأيكم ! فقال عتبة بن ربيعة كلاماً ، ختمه بقوله : فاجعلوا حقّها برأسي ، وارجعوا ! فقال أبو جهل : جَبنتَ ، والله ، حين رأيتَ محمداً وأصحابه !
كان الخوف أهمّ مفتاح ، عرضه عمير بن وهب ، دون أن يقصد الإخافة ، بل التحذير! وحين اقترح عتبة الرجوع ، وصفه أبو جهل بالجبن، فخاف من هذه التهمة، وطغت ، عنده على تهمة الخوف من العدوّ ، فاندلعت الحرب ، وكان أبو جهل أحد قتلاها !
تلك معركة ، بين المسلمين والمشركين ، كان فيها أبو جهل ! أمّا معركة القبائل ، التي أطفأ الله نارها ، فقد غاب عنها أبو جهل ، وأمثال أبي جهل !