اخر تحديث
الأربعاء-31/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ خاطرتان : حول الأسد والربيع العربي
خاطرتان : حول الأسد والربيع العربي
14.11.2013
د. محمد أحمد الزعبي
الخاطرة الأولى : حول الحركة التصحيحية المشؤومة لحافظ الأسد ،
بتاريخ 16.11.1970 ، قام وزير الدفاع السوري ،( سيسي سورية ) حافظ الأسد ، بانقلابه العسكري على رفاقه في الحزب والدولة ( حركة 23.02.1966 ) ، حيث أطلق على هذا الانقلاب العسكري اسم
" الحركة التصحيحية "
، وقام بزج معظم أعضاء قيادتي حركة 23 شباط ( التي كان هوأبرزأعضائها والمخططين لها ) بمن فيهم رئيس الدولة (الدكتورنورالدين الأتاسي)، ورئيس الوزراء(الدكتور يوسف زعين) ، والقيادي البارزاللواء (صلاح جديد) ، في سجن المزة العسكري ، لمدة قاربت ربع القرن ، وأدت إلى التصفية الجسدية المتعمدة لكل من نور الدين الأتاسي وصلاح جديد داخل السجن ، وإلى وفاة العديد من أعضاء القيادة الآخرين بعد خروجهم من السجن بمدد قليلة متفاوتة ( محمد رباح الطويل ، اللواء أحمد سويداني ، السيد محمد عيدعشاوي ، محمد سعيد طالب ) وإلى إصابات بدنية مزمنة للدكتور يوسف زعين ، من جهة أخرى .
ولعل من المفيد أن نشير هنا ، إلى أن تعتيماً سورياً وعربياً وعالمياً متعمداً قد أحيط بهذا الاعتقال ، بما في ذلك الموت داخل وخارج السجن (!!) .
وعلى سبيل المثال
، وكان ذلك في نها ية ثمانينات القرن الماضي .حيث كنت جالساً في قسم علم الاجتماع بجامعة صنعاء ، عندما دخل إلى القسم ، أحد كبار المسؤولين المصريين في مجال حقوق الإنسان ، ودار حديث طويلبيني وبينه حول دور منظمات المجتمع المدني في الوطن العربي ( كان يصدر مجلة بهذا الإسم ) ، وهنا سألته عن سبب سكوت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في مصر( وهو من أبرز قادتها ) عن اعتقال رئيس الدولة السورية الدكتور الأتاسي منذ 1970 وحتى الآن ، وكان جوابه على سؤالي هو : وهل نور الدين الأتاسي مازال في السجن ؟ (!!!) . ولعلم القارئ الكريم فإن هذا الشخص ، إياه ،هو اليوم من جماعة الفريق " السيسي " ، أي حافظ أسد مصر العربية .
إن حركة حافظ الأسد "التصحيحية" عام 1970 لم تكن ــ واقعياًــ سوى
الدفاع عن هزيمة
جيشه أمام " اسرائيل " عام 1967 واحتلالها لهضبة الجولان ، ولجبل الشيخ ( المطل على دمشق ) ، ولمدينة القنيطرة ، التي تقع على أبواب دمشق ، حيث كان هو وزيرا للدفاع آنذاك ، وبالتالي فهو المسؤول المباشر والأول عن هذه الهزيمة . هذا إضافة إلى الإشكالات السياسية والعسكرية والوطنية المعروفة المتعلقة بالبلاغ العسكري رقم 66 المتعلق بمدينة القنيطرة . لقد خاف حافظ الأسد على نفسه من الآخرين في حركة 23.2.66 ، ولا سيما أن بينهم العديد من الوطنيين الشرفاء ، فقرر أن يتغدَّى هو بهم قبل أن يتعشَّوا هم به (!!) .
وأرغب أن أشير هنا أيضاً ، إلى أن المرحوم الرئيس
هواري بومدين
، قد وصل بعيد أيام من هزيمة حزيران إلى دمشق ، وكانت القيادتان ( القومية والقطرية ) مجتمعتين ، لمناقشة آثار وأبعاد تلك الهزيمة ، وبحضور حافظ الأسد وأحمد سويداني . دخل الرئيس هواري بومدين إلى الاجتماع الذي كان يرأسه الدكتور نور الدين الأتاسي ، وقال للمجتمعين وهو واقف أمامهم ، والذين كنت واحداً منهم ، بكلام مختصر (لاأذكر حرفيته) : إذا لم تحرروا الجولان خلال فترة قصيرة ، فإننا سوف نسقط جميعاً ، ( ومن الواضح أن الرئيس بومدين كان يعني بكلمة جميعاً ، بصورة أساسية ، الأنظمة العربية في مصر والجزائر وسورية ) .
الخاطرة الثانية : الدول الغربية والربيع العربي ،
لقد كانت هبَّة الربيع العربي ، التي افتتحها الشعب التونسي نهاية عام 2010 ( 17.12.2010 حرق البوعزيزي نفسه، وهو مامثل شرارة ربيع تونس العربي ) ، انفجاراً شعبياً كاملاً ،ضد أنظمة الحكم المستبدة والفاسدة التي نصبها ورعاها وحماها الغرب، منذ الحرب العالمية الأولى ، وذلك لكي تنوب عنه في حماية مصالحه الاستراتيجية في " الشرق الأوسط "، ولاسيما النفط ( عصب الصناعة الغربية ) و إسرائيل ( الثكنة العسكرية الغربية في فلسطين ) . لقد كانت الإشكالية التي واجهت الغرب ، في هذه الهبَّة الشعبية ، وشكَّلت له مأزقاً سياسياً وأخلاقياً على المستويين الداخلي والخارجي ، هي رفع الجماهيرالشعبية المنتفضة في كل دول الربيع العربي ، لشعارات
الديموقراطية والتعددية والتداولية وحقوق الإنسان
، و التي من المفروض أنها نفس الشعارات التي تمثل بنظر المنتفضين صلب وجوهر القيم والمبادئ السياسية الأورو ـ أمريكية ، بل والدول الرأسمالية تحديداً . إن هذه الإشكالية انعكست بصورة جلية على الخطاب السياسي والدبلوماسي الغربي ( أمريكا ،أوروبا ،روسيا ) ، وجعلته
خطاباً بائساً
، لايعرف ( بضم الياء ) رأسه من ذنبه ، ولا صحيحه من كذبه ،
وأصبح البحث عن
مخارج
تحفظ ماء الوجه ، وتوقف مد الربيع العربي ، وتعيد المياه إلى مرحلة ماقبل الربيع ( مع بعض التعديلات ) ، هو الشغل الشاغل لوزارات الخارجية وخبرائها في هذه الدول . هذا ولم تكن تلك الاجتماعات الدورية لما بات معروفاً بـمجموعة "
أصدقاء سورية
" ، وتقديم
دعم رفع العتب (
وخاصة الكلامي منه ) إلى المعارضة السورية من بعض الدول العربية والأجنبية ( مقابل الدعم العسكري والمادي الحقيقين ، اللذين كانا يقدما إلى نظام بشار الأسد ، من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني )، والضغط المتواصل عليها ( المعارضة ) لسوقها إلى جنيف ، والاتفاق الكيماوي الروسي الأمريكي في موسكو ( بعد تجاوز بشار الأسد لخطوط أوباما الحمراء يوم 21.08.2013 ) ، وزيارات أشتون المتكررة إلى القاهرة ، وتقاسم الأدوار بين روسيا وأوربا وأمريكا ( وبعض الدول العربية والإقليمية ) في
عملية احتواء
ثورات الربيع العربي، وعلى رأسها ثورتا مصر وسورية (جارتا إسرائيل) ، وزيارة وزيرخارجية أمريكا لمصر في (3.11.13 ) ، و وزيري خارجية ودفاع روسيا هذا اليوم ( 14.11.2013 ) أقول لم يكن كل هذا ، سوى بعضاً من هذه المحاولات التي تسعى إلى احتواء ثورات الربيع العربي ، بأقل الخسائر الممكنة . إنها ، من وجهة نظرنا ، محاولات عبثية فاشلة ، سوف ترجح فيها الخسائرعلى الأرباح ، و يزيد ماتفضحه على ما تستره ، فلقد كسر الشعب حاجز الخوف ، ولم يعد لديه مايخسره ، سوى قيود أ نظمة سايكس ـ بيكو ، وأكاذيب الدول الكبرى ! .
إن زيارة وزيري خارجية ودفاع روسيا ( اليوم ) لاتخرج ــ حسب رؤيتنا ــ عما أشرنا إليه أعلاه ، من سياسة تقسيم الأدوار بين الدول الحامية لإسرائيل، وحواشيها من العرب والعجم ، والتي تعتبر، في جانب منها ، استنساخاً لصفقة الحل الكيماوي السوري، الذي كان العنوان الأبرزفيها
" بقاء النظام (
بشار الأسد أو مايعادله
) مقابل إنهاء الصراع مع إسرائيل والتطبيع معها ".
إن ماتريده روسيا من السيسي ، هوليس أكثر من احترام اتفاقية كامبديفيد ، وعدم المساس بها ، وقطع لسان و/ أو يد و/ أو رقبة كل من تخول له نفسه اللعب بها . وإذن ، فإن العنوان الأبرزلهذه الصفقة الروسية ـ السيسية هو أيضاً ، وكما تشير معطياتها السياسية الطافية على السطح ،
"
بقاء النظام (
السيسي أو مايعادله
) مقابل استمرارالتطبيع مع إسرائيل " ،
وهو مايعني عملياً،
العودة إلى سياسة حسني مبارك ،
ماقبل 25.يناير 2011 ، ولا سيما مايتعلق بـ " إغلاق معبررفح "، واحتضان سلطة أبي مازن الفلسطينية .