اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ خديعة الحلفين المتضادّين ، الفارسي والأمريكي .. ووقوع السذّج ، في حبالها المهلِكة
خديعة الحلفين المتضادّين ، الفارسي والأمريكي .. ووقوع السذّج ، في حبالها المهلِكة
23.10.2017
عبدالله عيسى السلامة
ما يزال بعض السذّج والبسطاء و(الأبرياء!) ، يتحدّثون ببراءة عجيبة ، عن حلفَين متضادّين متصارعين ، في منطقتنا العربية ، هما الحلف الأمريكي الصهيوني، ومعه بعض الدول العربية .. والحلف الإيراني السوري ، ومعه حزب الله اللبناني..! ويرون الأمل كله ، في الحلف الفارسي السوري ، وتابِعهما حزب الله اللبناني .. لإنقاذ الأمّة الإسلامية كلها ، وضمنَها الأمّة العربية ، مِن براثن المشروع الصهيوأمريكي ، المتوحش الشرس ! ويوجِبون على أنفسهم ، وعلى أبناء الأمّتين ، العربية والإسلامية ، الانحيازَ إلى المشروع الفارسي السوري، المقاوم الممانع .. بلا تردّد ، ولا جدل ، ولا مناقشة !
ولا شكّ أن ثمّة براعة نسبية ، في الإخراج السينمائي الإعلامي ، جعلت بعض الغافلين يقعون فريسة لهذا التضليل .. مع أنه مكشوف ، إلى درجة كبيرة ، لمن لديه شيء من الوعي السياسي ، وشيء من القدرة ، على التفكير الجادّ ، والتحليل المنطقي ، لما يراه أمامه صباح مساء ، على أرض الواقع ، بل وحتى في التصريحات العلنية ، التي يسمعها العالم كله ، في وسائل الإعلام !
ولعلّ عرضَ بعض الحقائق ، ممّا تتضمنه الأقوال والأفعال ، يسهِم في إيضاح الصورة ، لهؤلاء الغافلين المخدوعين ، الذين لا مصلحة لديهم في الإصرار على غفلتهم وانخداعهم..! ـ أمّا من له مصلحة في الإصرار، فأمره مختلف ـ ومِن هذه الحقائق الواضحة ، التي تَشرح نفسَها بنفسها :
*) لقد تعاونت إيران مع أمريكا ، بشكل قويّ جادّ ، في إسقاط حكومة طالبان، في أفغانستان . وقد صرّح عدد من كبار قادة الفرس بهذا التعاون ، يَمنّون به على أمريكا ، معلنين في وسائل الإعلام المختلفة ، أنه لولا مساعدتهم لأمريكا ، لما استطاعت إسقاط نظام طالبان !
*) ولقد جرّت إيران ، الحكومة الأمريكية ـ بقيادة بوش ـ جراً ، إلى احتلال العراق ، عبر مواطنيها الفرس ، الذين يعيشون في العراق ، ويحملون الهوية العراقية..! وذلك بالوعود البرّاقة ؛ بأن العراقيين سيستقبلون الجيش الأمريكي بالأزهار والرياحين ! وهذا أمر واضح ، معروف مكشوف ، كذلك ، ولاعبوه العراقيون الفرس ، ما يزالون يلعبون بمصير العراق والعراقيين ، في حلف همَجي مقيت ، يقتلون بموجبه ، مئات الآلاف من أهل السنّة ـ بذريعة الإرهاب ـ ! ويهجّرون مئات الآلاف من مدنهم وقراهم، إلى خارج العراق ، أو إلى أماكن أخرى داخل العراق ، يعيشون فيها بائسين مشرّدين ! وما تعجز عنه فِرق الموت في وزارة الداخلية ، ـ مِن قتل وتهجيرـ تحرّض عليه عساكر (المارينز) الأمريكي ، فيهبّ هذا المارينز المتحضّر، بدبّاباته ، وطائراته المقاتلة ، ومروحياته .. ليحرق الأخضر واليابس ، ويدمّر البيوت والمدن ، على رؤوس أهليها ، وكل ذلك بحجّة مكافحة الإرهاب أيضا ! وما تزال الحملات المشتركة ، بين الأمريكان وفرس العراق ، قائمة حتى الساعة ، منهمكة في تدمير مدن السنّة وأحيائهم، وفي ذبح أطفالهم وشيوخهم ونسائهم ! وما يزال المعتقلون ، من أهل السنّة العراقيين ، وأبناء الدول العربية الأخرى ، من سوريين ، وفلسطينيين، ويمنيين ، وسودانيين ، ومصريين ، وغيرهم.. ما يزال هؤلاء موزّعين ، بين سجون الاحتلال الأمريكي في العراق ، وسجون الاحتلال الفارسي الصفوي ، في العراق أيضا..! والتي تديرها أجهزة الاستخبارات الإيرانية، عَبر الفرس ، حملَة الهوية العراقية ، الذين بَحكمون العراق بسلطاته كلها: العسكرية ، والأمنية ، والقضائية ، والتشريعية ، والتنفيذية..! وخطّة بوش الأمنية الجديدة ، التي أوكَل إلى رئيس وزراء العراق الصفوي ، تنفيذَها ، بدعم العسكر الأمريكي .. ما تزال قائمة على قدم وساق ، في ذبح السنّة ، وتدمير أحيائهم ومدنهم .. مع بعض المداعبات ـ ذراً للرماد في العيون ، وخداعاً لأهل السنّة ، في العراق وغيره ـ .. المداعباتِ الخفيفة ، لِفرق الموت الإيرانية ، المحسوبة على وزارة الداخلية العراقية ، والتي يقودها الحكيم الطبطبائي ، والربيعي ، والصدر.. الذي دخلَ لعبة الموت ، بتيّاره ، و(جيشِ مَهديّه !) ولن يتمكّن من الخروج منها ، فيما يبدو، إلاّ أن تخرج نفسه من بين جنبيه ، بعد أن استدرجه الفرس وأعوانهم ، وحوّلوا اتّجاه سلاحه ، عن صدور الأمريكان (الحلفاء!) ، الذين لا ثأر له معهم ، إلى صدور السنّة (النواصب!) الأعداء التاريخيين ، الذين يَعدّ قتلَهم قربة إلى الله ، وأخذاً بثأر الحسين ، الذي قتِل قبلَ أربعة عشر قرناً، على أيدي مجرمين ، محسوبين على السنّة النواصب ! وما يزال ثأره قائماً ، لأن دمه سيظلّ معلّقاً ، في رقبة كل ناصبي على وجه الأرض ، حتى يَرث الله الأرض وما عليها !
*) وآخر تَجلّ ، من تجليات اللعبة الشيطانية المشتركة ، بين الطرفين الفرس والروم ، هو ما استقرت عليه الصورة ، في الأيام الأخيرة ، من عملية تبادل الأدوار :
- الفرس يَستخدمون الأمريكان ، في عملية تصفية أهل السنة في العراق .. وفي الوقت ذاته ، يظهِرون العداء للأمريكان والصهاينة ! ويهدّد الرئيس الإيراني دولةَ الصهاينة ، بالإزالة من على ظهر الأرض ..! كما تقّدم الدولة الفارسية ، بعض الدعم المالي ، والكثير من الدعم الكلامي ، للشعب الفلسطيني ، والقضية الفلسطينية ؛ ممّا تَضنّ به بعض الدول العربية ، أو تتهيّب من تقديمه، مخافةً من غضب الصهاينة ، الذي يؤدّي إلى غضب أمريكا ! وفي الوقت ذاته أيضاً ، يثبِت الفرس للأمريكان والصهاينة ، أن لا مشكلة معهم ، ألبتّة؛ فليس ثمّة عداء تاريخي معهم ! وأحقاد الفريقين على السنّة واحدة ، متقاربة في الشدّة والعمق ! بل إن أحقاد الفرس على السنّة النواصب ، أشدّ وأعمق بكثير، من أحقاد الأمريكان واليهود على أهل السنّة ، الذين يشكّلون خطراً على الجميع ، كما شكّلوا عبر تاريخهم الطويل ، خطراً على الجميع ، الذين كانوا يتعاونون في كل مرّة .. كلّ مِن موقعه ، وحسب قدرته .. في الحروب الصليبية ، وفي حروب أوروبّا مع العثمانيين ، قبل بضعة قرون ـ حين تعاون الشاه إسماعيل الصفوي مع الأوروبّيين ، ضدّ الدولة العثمانية المسلمة .. ـ فضلاً عمّا وردَ آنفاً ، مِن تعاون الفرس مع الأمريكان ، في احتلال أفغانستان والعراق ! كما أن السلاح النووي ، الذي تصرّ إيران على امتلاكه ، إنّما هو لتهديد دول السنّة، والهيمنة عليها ، وإبادتِها إذا اقتضى الأمر، وإراحةِ الأمريكان واليهود، والأوروبيين ، والعالم كلّه .. مِن شرّ الإسلام والمسلمين ، إلى الأبد ! وهو ما عجزت عنه أوروربّا بأسرها ، في عزّ هجمتها الاستعمارية ضدّ العالم الإسلامي ! وعلى هذا تكون إيران ، أوثقَ حليف في العالم الإسلامي ، للغرب عامّة ، ولأمريكا خاصّة .. ضمن أيّ اتّفاق يقِرّ بدورها الإقليمي في المنطقة العربية . وإذا كانت قد ساعدت أمريكا ، على احتلال أفغانستان والعراق ، فهي مستعدّة لمساعدتها على احتلال السعودية ، ومصر، واليمن ، والسودان ، ودول المغرب العربي كلّه ، بل دول العالم الإسلامي كلّه ، بما فيه المنطقة العربية كلها !
*) هذا ما تدلّ عليه الحقائق ، على الأرض ، لمَن يجيد رؤية الواقع وقراءته ، من خلال معادلاته الماثلة للعيان ، بما فيها من أقوال وأفعال ، ونيّات تكشفها الأقوال والأفعال ! لا مِن خلال العيون العمْي ، والآذان الصمّ ، والعقول المتبلّدة ، التي تتحكّم بها شعارات زائفة ، يرى زيفَها كل مَن لديه ذرّة من تفكير سليم !
*) أمّا أمريكا ، التي تمرّست بلعبة الفزّاعات في المنطقة ، منذ احتلال العراق للكويت ، وإخراجه منها في عملية عاصفة الصحراء ، واستخدام العراق فزّاعة ، لابتزاز دول الخليج العربي ، لإبقاء قوّاتها فيها ، وأساطيلها في مياهها ، ولبيعها صفقات أسلحة بمئات الملايين .. فقد وجَدت في الفزّاعة الإيرانية الجديدة ، أفضلَ بديل عن فزّاعة صدام حسين ! وستظلّ تمارس اللعبة ذاتها ، سنوات عدّة ، حتى تَستنزف الخليج كله ، نفطاً وأموالاً ..! وعندئذ توضع للمنطقة معادلات جديدة ! هذا إذا لم يتحرك بعض الصفويين، في بعض دول الخليج ، بتحريض من إيران ، ويَجرّوا أمريكا إلى احتلال بلدانهم ، بالطريقة ذاتها ، التي احتلّت بها العراق ، وبالتعاون الصفوي ذاته، من قِبل إيران ، وصفويي الخليج ، الذين تحركهم استخبارات إيران كما تشاء ! وليست مصر، والسودان ، واليمن ، ودول المغرب العربي .. التي ينتشر فيها التشيّع اليوم ، بعيدة عن هذا المصير!
*) ويبقى السؤالان الأخيران :
- إلى متى يبقى (الأبرياء!) ، مخدوعين بحكاية الحلفَين ، المتضادّين المتصارعَين .. الأمريكي والإيراني !؟
- هل أتَينا ، في كل ما قلناه ، في هذه السطور ، بشيء من عندنا ، لا تدعمه الأدلّة الحيّة ، على مستوى الأقوال والتصريحات ، وعلى مستوى الممارسة العملية على أرض الواقع ! وإذا كنّا قد أشرنا إلى خطوات معيّنة ، تحتاج إلى سنوات لإتمام تنفيذها .. فإن هذه الخطوات مجرّد محطّات معروفة ، على طريق معروف ! كمن يسير بين مدينتين يعرف بُعدَ المسافة بينهما ، ويعرف المحطّات والعلامات الموجودة على الطريق ! والفَرق يكمن في السرعة التي يتمّ فيها التحرّك بين المدينتين .. كما يكمن في السرعة ، التي يتحرك بها المشروع الإيراني الصهيوني الأمريكي ، للوصول إلى مراحله الأخيرة ! وتبقى أقدار البلاد والعباد بيد الله وحده ، فالحكم كلّه له .. وهو لا يشرك في حكمه أحداً !