الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خروج الأسد من وجهة نظر كيري!

خروج الأسد من وجهة نظر كيري!

08.03.2016
د. مطلق سعود المطيري


الرياض
الاثنين 7/3/2016
    كيف يمكن أن يفسر تصريح السيد جون كيري وزير خارجية البيت الأبيض: لا وجود لبشار الأسد في مستقبل سورية؟ هل هو دعم مؤيد بقوة لمطالب الشعب السوري بالحرية وحق الاختيار لمن يمثله سياسياً وشرعياً؟ أم ان هذا التصريح يشبه لغة شتم ضعيفة للشريك الخصم الروسي، أي تصريح المقصود منه أن يذكر بوجود واشنطن في الأزمة السورية يذكر بالتصريح ويوضح غياب الموقف، ودائما أصحاب المواقف الضبابية يجيدون لغة السب الموجهة لخصومهم، لتكون عذراً عن ضياع الأفعال ويستريحون إليه عندما يقابلون أصدقاءهم.
توصف السياسة الأميركية تجاه الأزمة السورية في الأوساط الإعلامية والدوائر السياسية بانها سياسة مترددة، وهذه فرية كبيرة جعلت أصدقاء واشنطن يجتهدون في تحذيراتهم لها، لعل التردد يذوب ويأخذ الموقف طريقاً واحداً مسانداً ومؤيداً لمواقف أصدقائها، وبما أن أصدقاء واشنطن هم من أكثر الدول التي تعرف سياستها جيداً، وتعلم أن ترددها في أخذ موقف حازم من الأزمة السورية، لا يعود لعدم اتضاح الرؤية أمامها، أو خطأ في الحسابات، بل هو تردد مقصود، تردد يربك الأصدقاء أكثر من الخصوم، فالتردد في أفضل أحواله في النزاع السياسي يعد ميلاً محتملاً للطرف الآخر، وميل واشنطن لحلفاء بشار، إيران وموسكو، أكثر منه لحلفاء المعارضة، السعودية وتركيا، فالتردد مشروع لتثبيت موقف المعارضة السورية وحلفائهم عند نقطة نهاية المطاف "رحيل الأسد" بدون أن يكون لنقطة نهاية المطاف مسار واضح..
حلفاء واشنطن يخشون تحولها الكامل نحو خصومهم، لذلك هم الآن في اختبار المحافظة على تماسك الأعصاب، فالعراق مثال واضح على الميل السياسي الأميركي، فان كشف حلفاء المعارضة السورية ميل واشنطن لواشنطن ربما يتعرضون لوقاحة غير مسبوقة في تاريخ السياسة الأميركية، ممكن أن يقول لهم السياسي الأميركي: تفضلوا ادخلوا الميدان السوري لعل وجودكم هناك يحرج موسكو فقط ويحرجهم معها بدون أن يكون تدخلاً ينهي حالة الصراع في سورية، نقول لو حصل هذا فهو وقاحة ولكنها متوقعة، السياسي الأميركي غاب عنه وأكيد انه غاب عنه أن دولة مثل المملكة وتركيا لو دعت الشعوب الإسلامية في كل بلاد الدنيا للتطوع في مساعدة الشعب السوري لكانت الاستجابة شيئاً لا تتوقعه واشنطن، فأغلب الشعوب الإسلامية ترغب في ذلك ولكنها تبحث عن جهة لها مصداقيتها وقوتها لتقود غضبها في سورية، وهذه الجهة ليست منظمة إرهابية ولا مليشيا طائفية، بل دولة لها مصداقيتها وتأثيرها، في هذه الحال فقط يعرف السيد كيري ألا مستقبل لبشار في سورية ولا مستقبل لواشنطن فيها أيضا ولا في الدول المجاورة لها.