الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خريطة طريق مابعد "جنيف 2 "

خريطة طريق مابعد "جنيف 2 "

06.02.2014
رأي الشرق


الشرق القطرية
الاربعاء 5/2/2014
تواصل طائرات النظام السوري قصف المدنيين للأسبوع الثالث على التوالي ببراميل الموت المتفجرة. هذا التصعيد الخطير للوضع في سوريا، الذي اتخذ منحى عنيفا بالتزامن مع مفاوضات جنيف 2، مؤشر على عدم جدية النظام في استغلال هذه الفرصة السياسية الثمينة، وتأكيد جديد وجدي على أنه ماض في خياره الأمني، وبآلة قتل لا تقل فتكا عن آلته النووية التي جربها في الماضي، مما يتطلب تحركا عاجلا وضروريا من مجلس الأمن الدولي فور فشل الجولة التالية من مفاوضات جنيف2، وبإمكان هذا التحرك أن يتخذ من مقترحات قطر التي لاقت إجماعا دوليا في افتتاح مؤتمر جنيف 2 "خريطة طريق".
خريطة الطريق هذه لابد أن تتخذ من الجانب الانساني ركيزتها الأساسية، إذ من الضروري البدء فورا في فتح ممرات آمنة لايصال المساعدات العاجلة إلى الاحياء المحاصرة، إلى جانب البدء في معالجة الملف السياسي انطلاقا من مبادئ جنيف 1، والمطالبة بتشكيل هيئة حكم انتقالي يبدو النظام بعيدا عن القبول بها.
لن يكون استمرار الوضع المأساوي في سوريا مقبولا بعد مفاوضات جنيف 2، ومن هذا المنطلق جددت قطر، كما أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية، موقفها الثابت بضرورة حماية الشعب السوري من آلة الدمار التي يستخدمها النظام السوري، هذا الموقف قائم على رؤية واضحة في معالجة هذه الأزمة، حيث بادرت قطر إلى حث النظام السوري على إجراء إصلاحات تلبي مطالب شعبه، وعندما اختار هذا النظام خيار الحل الأمني اختارت قطر الوقوف مع الشعب السوري الذي وقع ضحية لآلة جبارة، آلة لديها خبرة واسعة في البطش والتنكيل والترويع خلّفت حتى الآن اكثر من 136 ألف قتيل وهجّرت ملايين السوريين.