الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خسارة مكاسب الثورة

خسارة مكاسب الثورة

09.01.2014
رأي الشرق


الشرق القطرية
الاربعاء 8/1/2014
في الوقت الذي بدأ الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون توجيه الدعوات لحضور المؤتمر الدولي (جنيف2) حول سوريا، تتسابق أطراف الصراع لنزف مزيد من الدماء لضحايا أبرياء.
إن هذا المؤتمر فوق أنه لن يستغرق سوى ساعات من نهار مدينة مونترو السويسرية 22 يناير الجاري، لا يعول عليه المراقبون كثيرا لوقف معاناة الشعب السوري، في ظل تصاعد وتيرة القتل في هذه الايام بين الجبهات المتصارعة، وتزايد معاناة اللاجئين والنازحين، وهو مؤتمر في نظر المواطن السوري اللاجئ الذي يتضور جوعا ويعاني من فقدان كل وسائل العيش في المعسكرات؛ بمثابة تضليل للثورة وستتلوه مؤتمرات مماثلة عديدة، ولايستحق كل هذا الجدل حول من يشارك ومن لايشارك في هذا المؤتمر، لمعطيات عديدة يدركها المواطن السوري.
ومع اقتراب انعقاد هذا المؤتمر، يشتد اقتتال الثوار مع التنظيمات التي ترفع لواء الجهاد، وهي تقتل الثوار لمزيد من التضليل للثورة. وتشكل التقارير التي نشرت امس عن مقتل 274 شخصا بينهم مدنيون، في المعارك الدائرة منذ الجمعة بين تشكيلات من مقاتلي المعارضة السورية من جهة، وعناصر جهاديين من الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" من جهة اخرى- حجم المأساة التي بات يعيشها الشعب السوري جراء اطالة أمد النظام، لتصدق التنبؤات بأن بقاء الاسد سيوجد التطرف بسماحه لعناصر متطرفة بالدخول في مواجهات دامية مع الثوار، في فاصل من الاقتتال الداخلي الذي لاهدف له سوى بقاء النظام ويهدد بخسارة المكاسب التي حققوها في مواجهة القوات الحكومية.
لقد بات المواطن السوري الباحث عن الحرية على يقين بأن المجتمع الدولي يسعى لصرفه عن ثورته، حتى يفقد بوصلته التي حددها يوم خرج ثائرا في وجه النظام من اجل الحرية والكرامة، ليجد نفسه مضطرا، بعد كل هذا الدم الذي سال، للجلوس مع القاتل.