الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خصوم وحلفاء وأتباع

خصوم وحلفاء وأتباع

11.06.2013
أسامة ملكاوي

الدستور
الثلاثاء 11/6/2013
نتفهم الاختلاف في مواقف فئتين من الشعب الاردني حول الموقف من الصراع الدائر بين انصار النظام الحاكم في سوريا وبين الثائرين على هذا النظام و المطالبين بإسقاطه واستبداله بنظام ديمقراطي. بالرغم من الترحيب الشديد من كلا الفرقين بما حدث من تغيير في تونس و مصر و اليمن.
المؤيدون للثوار لديهم اسباب موضوعية لمعاداة النظام القائم في سوريا ويقع على رأسها و في مقدمتها ادانة النهج الدموي الذي واجه النظام شعبه به بالرغم من سلمية الاحتجاجات في الشهور الأولى من الثورة. وفي المقابل فإن مؤيدي النظام يردون بأن ما يسمى بالربيع العربي انما هو مؤامرة ( امبريالية) للقضاء على أنظمة الحكم وتحطيم قوى المقاومة و الممانعة في العالم العربي، أو التخوف من سيطرة قوى سياسية اسلامية متطرفة على مقاليد الحكم في سوريا أو تقسيم سوريا الى دويلات طائفية و عرقية.
بالرغم من أن أي ادعاءات حول ما يسمى نظريا مقاومة أو ممانعة لا تبرر اراقة نقطة دم أو تشويه وجه طفل ، فان من حق كل فريق أن يتمسك بموقفه وأن يدافع عنه باعتبار ابداء الرأي حق مشروع له سواء كان ذلك الموقف مقنعا أو غير مقنع. وحق الاختلاف مشروع لكل منهما دون ان يخون غيره او يتهمه بدينه أو وطنيته او يصفه بالعمالة.
الجديد في الامر ان السفير السوري في الاردن قد انغمس في هذا الاختلاف واتخذ موقفا عدائيا للأردنيين الذين يختلفون مع النظام السوري،يشجعه على ذلك أنصاره. وقد تمادى الى حد اطلاق تصريحات في مؤتمرات صحفية تضمنت تهديدا للدولة واعتراضا على قراراتها السيادية، وشتم من يختلف معه من المواطنين بمن في ذلك شخصيات رسمية تتمتع بالحصانة، و الحديث عنهم بسخرية وابتذال. خلافا للأعراف الدبلوماسية، بل أنه تجاوز الحد واتخذ من الدولة المضيفة منبراً لشتم دول صديقة، واعف عن التعليق على سلوك هذا السفير مكتفيا بما يمكن ان تتخذه وزارة الخارجية الاردنية بشأنه.
بالبحث عن السيرة الذاتية لهذا الرجل نعرف انه عسكري من ابناء قرية الاسد، وانه تولى رئاسة الامن الداخلي بعد حسم الصراع بين رفعت الاسد و حافظ الاسد بما يعنيه ذلك من مجازر ليس اقبحها سجن تدمر، وانه متهم بالمشاركة في اغتيال رفيق الحريري، وهو شقيق الاميركي من اصل سوري المدعو ابراهيم سليمان الذي كان عرابا للمساعي الدبلوماسية للمصالحة السرية أو العلنية بين سوريا و اسرائيل خلال زيارات مكوكية قام بها قبل سنوات بين دمشق وتل ابيب واستانبول و هو الشخص الذي تنصلت منه الادارة السورية عند انكشاف مساعيه.
مهام السفير محددة بموجب القوانين والأعراف الدولية وليس من بينها شتم نائب أو وزير، ولكن تلقى تشجيعا من بعص انصار نظامه في الأردن، الذين يبدو أنهم ينتقلون من مرحلة تأييد النظام السوري الى مرحلة معاداة الأردن اذا لم يؤيد سوريا، بالرغم من أن الأردن كان أول دوله قدمت النصح للنظام السوري بتجنب العنف ، ولكن الطبع غلبه وذكرى حماه مازالت شاهدا.
حماقات النظام السوري دفعته لأن يتهم الأردن بارسال المتطوعين الى سوريا، والتهديد بانتقال عدوى العنف الى الأردن، ولسوريا سابقة استشهد عليها بتصريحات الرئيس المالكي الذي هدده باللجوء الى مجلس الأمن، والنظام الذي يستقوي بمليشيات عصائب الحق وحزب الله وجنود ايران ضد شعبه لايحق له أن يتهم الآخرين.
للسفير نقول موقف الأردن من الأزمة السورية واضح يخرس حلفاء النظام ويسكت أعداءه جميعا، فنحن ضد أي تدخل عسكري خارجي، ومع حل سياسي يرضى عنه الشعب السوري، وسننفذ قرارات الشرعية الدولية سواء صدرت عن الجامعة العربية أو مجلس الأمن، فان لم يعجبك هذا الموقف.. ارحل .