الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خطأ رسمي في التعامل مع جنيف 2 ماذا عن معالجة ملف اللاجئين؟

خطأ رسمي في التعامل مع جنيف 2 ماذا عن معالجة ملف اللاجئين؟

29.01.2014
خليل فليحان


النهار
الثلاثاء 28/1/2014
متى يحين موعد ملف اللاجئين السوريين الى الدول المجاورة، إذا كان الفريقان السوريان للنظام والمعارضة لم يتوصلا الى اتفاق بعد على ملف موحد للتفاوض هو في صلب جنيف 1، وهو تشكيل هيئة الحكم الانتقالي؟ من المعلوم أن ذلك ليس مطلب المعارضة فقط، بل أعلن عنه الأمين العام للامم المتحدة بان كي – مون في خطابه خلال الجلسة الافتتاحية لـ"المؤتمر الدولي للحوار" في سوريا، وسبق أن أشار الى ذلك في الدعوة التي كان وجهها الى النظام والمعارضة في الجلسة الافتتاحية الاسبوع الماضي.
صحيح أن ما يهمّ لبنان من المؤتمر هو الحل السياسي للأزمة السورية في أسرع وقت، لان ذلك يوفر عليه انعكاسات الخلل الأمني والانتحاريين في بعض أحياء الضاحية الجنوبية، لكن ما يهمه أكثر هو وقف تدفق اللاجئين الذين أصبحوا أكثر من 890000 شخص مسجل و600 ألف ينتظرون التسجيل.
وانتقدت قيادات سياسية طريقة التعامل الرسمي مع مؤتمر جنيف 2 المنعقد في العاصمة السويسرية، فبدلاً من الاكتفاء بحضور الجلسة الافتتاحية وإلقاء خطاب عام يركز على أزمة اللاجئين وعلى مواضيع أخرى، كان الأحرى بالاتفاق مع بان كي – مون على إدراج موضوع اللاجئين في أولى الجلسات التي تنعقد منذ يوم السبت، فيقصر الأمر على المؤتمرات في مقر الأمم المتحدة في جنيف برئاسة الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الابرهيمي، ولا سيما أن أولى الجلسات اتسمت بمقاربة الملف الإنساني وتحديداً مساعدة المحاصرين في مدينة حمص القديمة وفي أماكن أخرى حيث تدور الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ومسلحي المعارضة، وقد وعد الوفد الرسمي بتسهيل هذا الموضوع الإنساني وبإخراج الأطفال والنساء والمسنين، على أي رجل يجب الإبلاغ عنه مسبقاً قبل مغادرته. وسألت تلك القيادات، أليست قضية اللاجئين في لبنان قضية إنسانية، خصوصاً أن اللاجئ ترك منزله وعمله وقصد لبنان أو أي دولة أخرى، وليس في وسعه تحصيل ما يحتاج إليه من قوت يومي وملابس له ولعائلته؟
وأشارت الى أن النقطة الإيجابية التي سجلت أمس للفريقين الخصمين هي إصرار كل منهما على الاستمرار في التفاوض، على الرغم من أن كلاً منهما طرح موضوعاً نقيضاً للآخر، مما جعل الابرهيمي يرفع الجلسة للاستعانة بالأميركيين والروس المرابطين في الغرف المجاورة لقاعة اجتماع الوفدين، لاقناع المفاوضين بتوحيد مادة المناقشات، وهي كما حددها بان تنفيذ مؤتمر جنيف 1، فيما وفد النظام ركّز على أن الأهم هو القضاء على الإرهاب أولاً، وهذا ما اعتبره وفد المعارضة تغييراً لمسار الجلسة.
وشددت تلك القيادات على أنه إذا استمر الخلاف بين الطرفين، فإن المضي بالجلسات سيبقى من دون أي نتائج إيجابية. وأعرب خبير في علم التفاوض عن اعتقاده أن الجلسات ستصبح مضيعة للوقت.
وعوّلت القيادات على من سمتهم الوسطاء في ممرات قاعة الاجتماعات، المكلفين من حكومات بلدانهم تذليل مثل هذه العقبات التي كانت متوقعة ومحسوبة، لكن الابرهيمي تمكن من إقناع واشنطن وموسكو بأن المهم هو جمع الطرفين المتقاتلين في المرحلة الأولى لبناء الثقة، إلا أنه كان على خطأ، بدليل النتائج الأولية للجلسات التي عقدت الى الآن، وعكست ما كان عليه الموقفان قبل التوجه الى جنيف.
واقترحت جمع الموضوعين في جدول الأعمال، الأول مكافحة الإرهاب والتعاون من أجل استئصاله لأن الطرفين يعانيانه، والثاني الانتقال الى مناقشة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي من دون التطرق الى مصير الرئيس بشار الأسد، لأن نص مؤتمر جنيف 1 لم يكن واضحاً حوله، وهذه المسألة تتجاوز صلاحيات المتحاورين وقدرتهم.