الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خطة عربية لإنقاذ ما تبقى من سورية وشعبها

خطة عربية لإنقاذ ما تبقى من سورية وشعبها

03.11.2013
الوطن السعودية


السبت 2/11/2013
لم يأتِ المبعوث الدولي لمنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس بجديد، حين قال في نهاية زيارته لدمشق: إن مؤتمر "جنيف 2" لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة فيه. فأي حكمة من عقده من غير المعارضة، ومن سوف يتحاور مع النظام السوري حينها؟
ما زال الإبراهيمي يدور في الحلقة المفرغة ذاتها منذ تسلم مهمته، ولم يتمكن من تحريك ساكن، وما بين فترات يتجول فيها بين العواصم، وأخرى طويلة يصمت خلالها، فالأمور من سيئ إلى أسوأ بالنسبة للشعب السوري الذي كان يأمل خيرا، ويبدو أن دور الإبراهيمي في حقيقة الأمر لا يتجاوز كونه جزءا من عملية التعطيل، كما هو حال تأجيلات مؤتمر "جنيف 2" المتلاحقة، مما يعني أن الإبراهيمي لا يستطيع فعل شيء كما أشارت "الوطن" في افتتاحيتها قبل 3 أيام خارج إملاءات القوى الكبرى التي تخضع لها الأمم المتحدة.
مجريات الأمور تشير إلى أن التسوية السياسية للأزمة السورية لا تلوح لها أي تباشير على المدى المنظور، فالنظام يصعّد من عملياته في الداخل، ومسلسل تدمير مقدرات البلد مستمر، والنظام السوري يتحدث بمنطق القوي بعد أن أنقذته روسيا من ورطة استخدامه للأسلحة الكيماوية التي أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أول من أمس، "أن سورية دمرت كل معدات الإنتاج والمزج في منشآت الأسلحة الكيميائية أو أبطلت قدرتها على العمل". ولكن هل يكفي ذلك كي يصبح النظام مقبولا لدى المجتمع الدولي؟
فأن يقول الإبراهيمي في مؤتمره الصحفي أمس: "إن الحكومة السورية وافقت على حضور المؤتمر، ولكن المشكلة الآن في المعارضة". فهو يظهر كمن يريد قلب الأوراق والحقائق وبترها، إذ لم يضف أن النظام يريد المشاركة من غير شروط مسبقة من الآخرين، وبشروطه هو التي من بينها الإبقاء على بشار الأسد، بدليل حديثه الأخير عن ترشحه للرئاسة، وكأنه لم يخرب بلده ويقتل شعبه.
على الإبراهيمي أن يكون واقعيا في حديثه عن الأطراف، وعلى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا أن يضع ـ وهو يقوم حاليا بجولته العربية ـ هدف خلاص الشعب السوري مما هو فيه، عبر خطة شمولية يضغط من خلالها العرب بدءا من اجتماع وزراء خارجيتهم غدا لإنقاذ ما تبقى من سورية وشعبها.