الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خطة عمل دولية لسوريا

خطة عمل دولية لسوريا

24.06.2014
علي بردى



النهار
الاثنين 23/6/2014
تأخر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون في وضع تصوره الملح لانهاء المقتلة في سوريا. ما كان عليه أن ينتظر زهاء ٤٠ شهراً ويكتفي خلالها بالتحذيرات من امتدادات الحرب. لا بد أن ثمة أسباباً وراء الابتسامات العريضة للرئيس بشار الأسد. أما الإرهابيون المتعطشون الى الدماء - وما أكثرهم - فعادوا يصولون في العراق. ها هم يزرعون الشرور في لبنان. لا أحد يدرك مدى الأخطار وحدودها على المنطقة العربية.
أن يصل بان كي - مون متأخراً خير من ألا يصل أبداً. لم يتمكن الممثل الخاص المشترك السابق للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي من التقدم قيد أنملة عن الجدار الذي اصطدم به سلفه الأمين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي أنان. قضى الأسد على الأساس الذي عوّل عليه كثيرون لايجاد مخرج سياسي للأزمة. حطم بيان جنيف لـ٣٠ حزيران ٢٠١٤ مع المدن والبلدات والقرى التي صارت أثراً بعد عين. مزّق سوريا التي أنشأها اتفاق سايكس - بيكو. يحتاج العراق الى قيادة تاريخية مفقودة تنقذه من التفكك. يكاد لبنان يخسر أثمن ما في هذه المنطقة الحزينة من العالم: التعدد والحرية.
ينبغي أن تشكل النقاط الست التي اقترحها بان كي - مون أساساً لديناميكية جديدة توقف الإنزلاق الى ما هو أدهى: حرب طائفية سنية - شيعية تقتلع ما تبقى من أقليات ثمينة أغنت الهلال الخصيب الموسع. ما أكثر شواهد التاريخ وعبره لمن لم يصعد بخار الانتصارات والقوة الجامحة الى رؤوسهم. ما من قوة لا تقهر.
إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من تحويل النقاط الست خطة عمل لإقامة سوريا جديدة، يصعب تصوّر ما سينجم عن ذلك على بقية دول المنطقة. لا تحل الأزمة بتسليح المعارضين، كما تطالب بعض الدول العربية والأوروبية. هراء الكلام عن معارضة معتدلة ومعارضة غير معتدلة ومتطرفين وارهابيين. يجب منع امدادات السلاح الى النظام. لا بد من اقناع ايران بسحب "حزب الله" - كما فعلت بالفصائل العراقية للأسباب المعروفة - من هذه الحرب. صار إرسال المساعدات الإنسانية من دون عوائق الى كل السوريين مطلباً استثنائياً. وكذلك مضى الزمن الذي كان يمكن أن ترتكب فيه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الناس العزل في ظل إفلات من العقاب. يمكن مجلس الأمن أن ينشىء محكمة دولية خاصة لسوريا إذا ظل متعذراً الإتفاق على إجراء محاسبة تاريخية على كل هذه المجازر أمام المحكمة الجنائية الدولية.
ليس غياب التوافق بين الولايات المتحدة وروسيا ما جعل سوريا دولة فاشلة. دود الخلّ منه وفيه. يجب أولاً وقبل أي شيء البحث عن عقد اجتماعي - سياسي جديد ينقذ ليس سوريا فحسب، بل المنطقة بأسرها من الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم "القاعدة"، وفي مقدمها "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام، داعش".
هذا موسم الخيارات الصعبة.