الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خطر الكيماوي السوري

خطر الكيماوي السوري

27.04.2013
رأي البيان

البيان
السبت 27/4/2013
يبدو أن الأزمة السورية على موعد مع فصل جديد، عنوانه هذه المرة لن يقف عند الحدود الجغرافية لهذا البلد، مثلما لم تقف تداعياتها ونيرانها التي تكتوي بها العديد من البلدان المجاورة. وعنوان الفصل هذه المرة، هو الكيماوي السوري، الذي يقال إن النظام استخدمه ضد شعبه.
الدلائل والقرائن التي تتحدث عنها بعض المنظمات الدولية، وكذلك دبلوماسيون في الأمم المتحدة، تقول إن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي ضد معارضيه وضد المدنيين، ما يعني أن نظام دمشق بات رهن محاولة أخيرة للبقاء، وإن تطلب ذلك اللجوء إلى أسلحة محرمة دولياً، وإن كان لجوؤه إلى القتل والتعذيب والترهيب ضد شعبه مرفوضاً تماماً، مثل لجوئه إلى السلاح الكيماوي.
النظام السوري من جانبه ينفي استخدامه للسلاح الكيماوي، بينما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وجه نداء عاجلاً للحكومة السورية «لكي تسمح لفريق تابع للأمم المتحدة بالتحقيق في الاتهامات بشأن استخدام أسلحة كيميائية»، وشددت الأمم المتحدة على لسان مارتن نيسيركي الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن البعثة «جاهزة للانتشار في غضون 24 إلى 48 ساعة، حالما تحصل على الضوء الأخضر من دمشق».
مطلب الأمم المتحدة الذي جاء بناء على معلومات من قبل الولايات المتحدة، أن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية، سيضع النظام السوري في اختبار جاد، إذا كان يريد حقاً التبرؤ من استخدام أسلحة كيماوية لقمع شعبه.
إن خطر استخدام أسلحة كيماوية في سوريا لن تقف تداعياته على المنطقة المشتعلة بطبيعة الحال، وإنما سيكون بمثابة كرة لهب تتدحرج لتزيد تأجج الأزمة التي تحصد يومياً مئات القتلى، وتخلف بيوتاً مهدمة ومدناً أشبه بالأشباح. إن لم يأخذ المجتمع الدولي قراراً حاسماً بوضع حد لفصول الأزمة السورية، سيأتي وقت لن ينفع فيه الندم، لأن النيران ساعتها ستكون أكبر من أن تُطفأ أو أن يخمد لهيبها.