الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خطوط أميركا الحمر !

خطوط أميركا الحمر !

05.05.2013
د. فهد الفانك

الرأي الاردنية
الاحد 5/5/2013
تقول أميركا أن استعمال النظام السوري للسلاح الكيماوي سوف يغير قواعد اللعبة، وأن من شأنه أن ُيصبح القرار الاميركي مفتوحأً على جميع الخيارات المتاحة.
ما هي قواعد (اللعبة) التي يمكن أن تتغير إذا استعمل السلاح الكيماوي. يبدو أن قواعد اللعبة تقتضي أن يتم قتل عشرات الآلاف من المواطنين السوريين بالأسلحة التقليدية، كالبندقية والمدفع والدبابة والطائرة!.
الواقع أن خيارات أميركا مفتوحة دائماً، فليس هناك قوة ثانية تضبط وقعها كما كان الحال في عهد الاتحاد السوفييتي. كل ما هنالك أن الرئيس الأميركي باراك أوباما والشعب الأميركي ليسا في مزاج التورط في حرب أخرى في الشرق الاوسط بعد تجارب العراق وأفغانستان، لذا فإن الخيار الأرجح بين الخيارات الأميركية المفتوحة هو عدم التدخل.
حماية الشعب السوري من الموت بالسلاح الكيماوي ليست هي الخط الأحمر الأميركي. الخط الأحمر الأميركي هو مصالح أميركا أولاً، وأمن إسرائيل ثانياً. ولا يبدو أن هذه المصالح مهددة بما يجري في سوريا بل على العكس تمامأً.
إسرائيل مثلاً حذرت من سقوط الرئيس الأسد وفي الوقت ذاته حذرت من تسلم المعارضة المتطرفة للحكم إذا سقط النظام. باختصار إسرائيل لا تريد بقاء الأسد أو نجاح المعارضة، فالحالة المثلى من وجهة نظرها هي استمرار الصراع، فلا يكون هناك غالب ومغلوب، بل مغلوب ومغلوب. تريد إسرائيل أن ترى انهيار الدولة السورية وليس النظام السوري فقط.
إذا كانت أميركا تقصد فعلاً أن تتدخل عسكرياً في حالة استعمال أسلحة دمار شامل في سوريا، فلماذا لا تتدخل في كوريا الشمالية التي تهدد أميركا نفسها بالسلاح الذري فضلاً عن تهديد جيرانها أي اليابان وكوريا الجنوبية.
ما يحدث في سوريا لا يهدد مصالح أميركا في الشرق الأوسط بل إن العكس قد يكون صحيحاً. وما يحدث في سوريا لا يهدد أمن إسرائيل بل إن العكس صحيح بالتأكيد ، وبالتالي فليست هناك خطوط حمر أميركية أو إسرائيلية، ولا لزوم لتدخل أي منهما لأن ما يجري في سوريا هو ما يخدم مصالح الطرفين.
ترى ما هو الخط الاحمر الأردني تجاه ما يحدث في سوريا. حسب الموقف الرسمي فإن التدخل العسكري في سوريا خط أحمر، واستعمال الأردن مقراً أو ممراً للتدخل وتمرير السلاح والمسلحين خط أحمر، فهل يستمر احترام هذه الخطوط الحمر .