الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خلاف دولي من سوريا الى أوكرانيا وإجماع على إنقاذ لبنان رغم انقسام قادته

خلاف دولي من سوريا الى أوكرانيا وإجماع على إنقاذ لبنان رغم انقسام قادته

06.03.2014
خليل فليحان


النهار
الاربعاء 5/3/2014
لا يدرك رجال السياسة في لبنان، وعلى الاخص زعماء الاحزاب والتيارات أهمية الدعم الدولي الجامع لبلدهم من الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن التي التقت في "مجموعة دولية واحدة لدعم لبنان" ولدت في 2013/3/20 للحفاظ على الاستقرار السياسي والامني فيه، بعدما تبين لها مدى انقسامات الفاعليات حول الازمة السورية بين مؤيد للنظام ومعارض، مما أدى الى اهتزازات أمنية في بيروت وضاحيتها الجنوبية والهرمل وقذائف ثقيلة وبعيدة المدى تطلق على اللبوة وبريتال وعرسال وغارات للمروحيات على خراج الاخيرة تعقبا لارهابيين وفق تعيبر أهل النظام. والاخطر ان انتحاريين وصلوا الى تلك المناطق في سيارات مفخخة لاغتيال أكبر عدد من المدنيين الابرياء من مختلف الفئات العمرية".
هذا الانطباع لسفير دولة كبرى في معرض تذمره لـ"النهار" من أن عدم مسؤولية بعض السياسيين اللبنانيين أحبط مساعيه الحثيثة لجعلهم يتنازلون في ما يبنهم حتى ولدت الحكومة، والآن عادوا الى الخلافات اللفظية التي تعرقل عمل لجنة البيان الوزاري بعد ثماني جلسات ونحو 16 ساعة من المناقشات العقيمة حول "اعلان بعبدا" ووجوب عدم ايراد النص او الاستعاضة عنه بعبارات اخرى تعبر عن مضمونه. يضاف الى هذا الخلاف اعتراض تلك القوى على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وتمسك وزراء الثامن من آذار بها واعتبارها ثلاثية ذهبية.
ولم يكتم السفير انزعاجه الهائل وخشيته ان تتحول الحكومة السلامية الى حكومة تصريف للأعمال بفعل تناقص المهلة الدستورية لوجوب مثولها امام مجلس النواب، مما سيؤثر ربما على انتخاب رئيس جديد للجمهورية ويؤخر الاستحقاق. ومما زاد في استغرابه، بروز التراشق الاعلامي بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان و"حزب الله" بعد وصف الأول لغة الثلاثية بأنها "خشبية".
ورأى السفير ان هذا المشهد الداخلي يترك أثرا سلبياً على موقف الرئيس سليمان امام "المجموعة الدولية لدعم لبنان" التي ضمنت بيانها الختامي تأييدا لـ"اعلان بعبدا" وامتداحا لما يبذله رئيس الجمهورية من مساع لصون وحدة البلاد واستقرارها السياسي والامني والتصدي للارهاب وتأمين ثلاثة مليارات دولار هبة من السعودية لتقوية الجيش ومدّه بما يحتاج اليه من أسلحة. ويشار الى ان الخطة الخمسية التي وضعتها قيادة الجيش لتقوية القوات المسلحة تمتد على خمس سنوات. وقد تمكن سليمان من اقناع أكثر من رئيس عربي بتقديم مساعدات مالية وعينية للاجئين السوريين في لبنان. ويركز مؤتمر باريس حول لبنان اليوم الاربعاء على ثلاثة محاور، الاول ادارة ملف اللاجئين السوريين من طريق صندوق ائتماني أنشئ بواسطة البنك الدولي لمساعدة اللاجئين السوريين والثاني التطور الاقتصادي، والثالث تقوية القوات المسلحة. ويلتئم المؤتمر اليوم في مقر وزارة الخارجية الفرنسية على مستوى وزراء خارجية دول الفيتو والمانيا واسبانيا ونروج.
وأكد أحد معدي ملف الوفد اللبناني لـ"النهار" ان الاهم في مؤتمر باريس هو أنه بمثابة "رسالة دعم سياسي للاستقرار في لبنان، وفي سوريا ومصر وتونس وليبيا وأوكرانيا، غير ان الدول الخمس الكبرى متفقة في شأن لبنان. وسأل بصوت عال هل يستفيد بعض قادة لبنان من هذا الاجتماع الدولي لانقاذ لبنان مما يتخبط فيه وحصر تمدد الازمة السورية اليه؟