الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خمسة أسباب تمنع عقد جنيف!

خمسة أسباب تمنع عقد جنيف!

02.11.2013
راجح الخوري


النهار
الجمعة 1/11/2013
مؤتمر جنيف - 2 لن يعقد في 23 الجاري وليس من المرجح ان يعقد في كانون الاول المقبل، واللقاء بين الاميركيين والروس المقرر الثلثاء المقبل لن يتمكن من حل مجموعة التعقيدات التي لا تزال تواجهه !
هذه التعقيدات لا تأتي من جانب واحد وإن كان النظام السوري يضع الجزء الاساسي منها، فالموقف الروسي ايضاً يشترط ما يمكن ان يشكل عقدة تحول دون عقد المؤتمر، خلافاً لما يقوله سيرغي لافروف الذي يحاول ان ينزع شروط "جنيف – 1" من اهداف "جنيف – 2" لجهة حصول عملية انتقال سياسية كاملة وجادة !
بعد جولة الاخضر الابرهيمي وما سمعه في دمشق يمكن ايراد العراقيل الآتية التي تواجه المؤتمر :
1 - الرئيس الاسد أبلغ الابرهيمي الذي جلس امامه مكتوفا ومرتبكاً، ان الخطوة الاهم لتهيئة الظروف المؤاتية للحوار هي وقف دعم المجموعات الارهابية والضغط على الدول الراعية لها، التي تقوم بتسهيل دخول الارهابيين والمرتزقة الى الاراضي السورية، ومن ثم يتم وضع الآليات الواضحة لتحقيق الهدف من الحوار... وهذا يعني عملياً انه يريد وقف النشاط الميداني للمعارضة قبل الذهاب الى جنيف وهو امر ليس منطقياً او مقبولاً على الاطلاق!
2 - يتعمق الخلاف بين الاميركيين والروس حول الدور الذي يفترض ان يلعبه "الائتلاف السوري" في المفاوضات، ويقول لافروف ان الائتلاف هو واحد من اطراف المعارضة المتعددة التي يفترض ان تحضر، وفي مقدمها مثلاً "معارضة الداخل"، التي تمثل صدى لصوت النظام، ومن الواضح ان هذا الموقف يهدف اولاً الى اثارة الانقسامات بين المعارضين انفسهم الذين تعصف الخلافات بينهم، وثانياً بينهم وبين المعارضة المدسوسة من النظام، بما يؤدي عملياً الى انهيار المؤتمر واتهام المعارضة بإفشاله بما يفتح الابواب امام بقاء الاسد في السلطة في غياب هيئة تتولى المسؤوليات في المرحلة الانتقالية التي نص عليها "جنيف - 1".
3 - عندما تعلن دمشق ان مؤتمر جنيف يتعلق بالشأن الداخلي السوري ويجب ان يعقد بادارة سورية، فهذا يعني ان الاسد يتحضّر لترؤس هذا المؤتمر، وهو أمر ترفضه المعارضة جملة وتفصيلاً، بما يشكل عقدة جوهرية تواجهه.
4 - ليس خافياً ان الروس يحاولون اعطاء دور رئيسي للاسد في المرحلة الانتقالية وهو ما يرفضه الاميركيون، وعندما يقول الابرهيمي ان الاسد كان معزولاً فصار شريكاً، وعندما يعلن الاسد عزمه على الترشّح لولاية جديدة، ويقول الابرهيمي ان أنصاره يريدون ترشيحه، فلماذا تذهب المعارضة الى جنيف؟
5 - الانكى من كل هذا، ما يقوله جيفري فيلتمان من ان عدم انعقاد المؤتمر سيعني ترشّح الاسد للولاية المقبلة.
واهم من يتصور اننا ذاهبون الى جنيف، بينما ينزلق الوضع الى صومال سورية!