الرئيسة \  برق الشرق  \  خمس وعشرون عاما على انهيار جدار برلين

خمس وعشرون عاما على انهيار جدار برلين

09.11.2014
هيثم عياش



كاتب ومفكر سياسي
برلين /‏08‏/11‏/14
تحتفل الحكومة الالمانية واهالي برلين يوم غد الاحد 9 تشرين ثان / نوفمبر بمرور خمس وعشرون عاما على انهيار جدار برلين ، فانهيار هذا الجدار كان ايذانا بانتهاء ما كان يُطلق عليه الحرب الباردة التي وضعت اوزارها بشكل رسمي عام 1989 بعد حرب باردة بين الشرق والغرب استمرت لمدة تصل الى حوالي اثنين واربعون عاما جرى خلالها انتفاضات عديدة في دول اوروبا الشرقية التي كانت تحكمها انظمة شيوعية مثل هنغاريا وسلوفاكيا والتشيك وبولندا ورومانيا ، استطاع الشيوعيون القضاء على بعضها بالقوة العسكرية مثل ما وقع في هنغاريا عندما حاول رئيس وزراء تلك الدولة ناجي علي انهاء تبعية بلاده للاتحاد السوفييتي فكان عاقبته القتل عام 1956 عندما تدخلت موسكو لصالح الشيوعيين / في هنغاريا اقلية اسلامية وكان ناجي علي مسلما / .
وفي خضم هذه الاحداث وانفصال الالمانيتين عام 1947 تم اخماد ايضا ثورة اهالي شرق المانيا يوم 17 حزيران/يونيو من عام 1953 وثورة اهالي برلين  عام 1961 تلك الثورة التي نشبت للحيلولة دون بناء جدار برلين واستطاع السوفييت القضاء عليها . ثورات كثيرة وقعت باوروبا الشرقية ضد الشيوعيين تم القضاء على اكثرها بالقوة الحديدية مقابل فشل جميع الجهود السياسية لاعادة توحيد شطري العاصمة الالمانية برلين فقد ساهم الجدار الذي وصل طوله الى حوالي 155 كلم بفصل العائلات البرلينية عن بعضها البعض وتوسعة الهوة وتعميق الفجوة بين اهالي برلين واهالي مدن الشرق الالمانية ولم يسعف خطاب الرئيس الامريكي جون كيندي الذي زار برلين عام 1963 وتأكيده بكلمته التي أصبحت في سجل التاريخ الالماني / بأنه برليني / ومناشدة الرئيس الامريكي  السابق رونالد ريغان الرئيس السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف عام 1987 عندما وقف الى الجانب الغربي من بوابة براندينبورج   التاريخية قائلا له / سيد غورباشوف الرجاء افتح هذا الممر / بفتح الجدار وانهاء انفصال شرق برلين عن غربها بل أثبتت  الشعب  بأنه صاحب القرار عندما قرر اوروبيو الشرق انهاء الانظمة الشيوعية . . فقد نشبت الثورات البيضاء بجميع دول الكتلة الشرقية / حلف وارسو / كانت بولندا شرارتها الاولى بثورة العمال التي قادها ليش فاليسا الذي اصبح رئيسا لبلاده فيما بعد . ولا أحد ينسى تأكيد بابا روما الراحل يوحنا بولس السادس عشر الذي أعلن استعداده للموت شهيدا من اجل تحرير بلاده بولندا ودول شرق اوروبا من نير الشيوعية ذلك التأكيد الذي أعظى للثورات الشعبية دعما معنويا قويا للغاية فقد وقفت الكنيسة بكل ما تملكه من قوة وتأثير معنوي وسياسي الى جانب شعوب تلك الدول .
الثورات البيضاء التي نشبت في اوروبا عام 1989 وأنهت الحكم الشيوعي فيها كانت ايذانا بانهيار جدار برلين بعد ثورات بيضاء ومظاهرات بمدن شرق المانيا ولا سيما مظاهرات يوم الاثنين المعروفة بمدينة لايبتسيغ كان شعارها / نحن الشعب واصحاب القرار / اسفر عن هذه المظاهرات انهيار جدار برلين بمنتصف ليلة يوم التاسع من تشرين ثان/نوفمبر عام 1989 لتنتهي الحرب الباردة بشكل رسمي وبدء عودة الاسلام كعدو اول للغرب ، فقد أكد على ذلك قائد حلف شمال الاطلسي / الناتو / عام 1988 جون كالفين ان الحرب الباردة قد انتهت وكسبناها وسيعود الغرب لعداءه التقليدي مع الاسلام وهكذا كان .