اخر تحديث
الثلاثاء-30/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ خواطر حول : إشكاليات صندوق الإقتراع ، والثورة السورية
خواطر حول : إشكاليات صندوق الإقتراع ، والثورة السورية
16.12.2013
د. محمد أحمد الزعبي
1. لايستطيع أحد أن ينكر العلاقة الجدلية التكاملية بين مثلث : الحرية والديموقراطية وصندوق الإقتراع ، ولكن وبنفس الوقت لاأحد يستطيع أن ينكر أن هذه العلاقة إياها هي التي تقف وراء الأزمة المتواصلة التي شهدتها فلسطين عام 2006 ، حين سمح هذا الصندوق لحركة حماس أن تصل إلى قمة مايسمى بالسلطة الوطنية الفلسطينية ( سلطة أوسلو ) ، وشهدها العراق 2010 حين فازت القائمة العراقية التي يرأسها إياد علاوي ، وتشهدها منذ مطلع عام 2011 وحتى هذه اللحظة ( نهاية عام 2013 ) دول الربيع العربي عامة ، وتونس ومصر وسورية خاصة ، ، دون أن يلوح في الأفق أي حل وشيك لها . هذا وقد كان لضلع " صندوق الاقتراع " من بين هذه الأضلاع الثلاثة ، الدور الأكبر والأبرز في هذه الأزمة ، وذلك بسبب طابعه ( الصندوق ) الملموس،الذي يستند إلى الممارسة والإحصاء ، أكثر مما يستند الى النظريات المجردة القابلة للتفسيرات المختلفة ، كما هي الحال بالنسبة لضلعي ( لمفهومي ) الحرية والديموقراطية الآخرين . إن السؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة : ترى ماهي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء إشكالية صندوق الإقتراع بالذات ؟ .
2. يشير علم الاجتماع ( السوسيولوجيا ) إلى أن لجميع الظواهر الاجتماعية ( وإشكالات صندوق الاقتراع من بينها ) أسباب قريبة ومظاهر يراها الجميع بأم أعينهم ، وأسباب بعيدة وعميقة تعرف بالبحث العلمي والاستقصاء القائم على الدمج بين الاستقراء والاستنتاج . أما مايراه الجميع بأم أعينهم فهو :
ـ رفض الدول الغربية وأمريكا نتائج الانتخابات الفلسطينية عام 2006 ، رغم اعترافهم بشفافيتها ونزاهتها ، وذلك لأن صندوق الاقتراع ، أوصل حماس إلى قمة السلطة ( سلطة أوسلو ) ، وهي موصوفة عندهم بالحركة الإرهابية (!) ،
ـ رفض أمريكا وروسيا وإيران لفوزالقائمة العراقية برئاسة إياد علاوي في انتخابات 2010 ، أي عبر صندوق الاقتراع وإزاحتها نحو الخلف لصالح ائتلاف نوري المالكي الذي كان أقرب إليهم ولمخططاتهم المشبوهة في العراق ، من القائمة العراقية ،
ـ الانقلاب الأمريكي ـ الخليجي على انتخابات 2012 المصرية ، حيث جاء صندوق الاقتراع بالإسلاميين المعتدلين إلى سلطة مابعد حسني مبارك في مصر ،والذين يخيف اعتدالهم الديني كلا الطرفين ،
ـ الأزمة االمستعصية في تونس ،والتي تسبب بها ، ايضاً صندوق الاقتراع حين أوصل حركة النهضة
الإسلامية إلى قمة السلطة في تونس ، بالرغم من الاختلاف الكبير بين سلوك قوى وأطراف المعارضة التي أفرزها صندوق الاقتراع في تونس عن تلك التي أفرزها في مصر ،
ـ الأزمة السورية التي تسبب ويتسبب بها ( الخوف الداخلي والخارجي ) من أن يأتي صندوق الاقتراع بالإسلاميين إلى السلطة في سوريا ، وذلك على غرار دول الربيع العربي الأخرى ، ولا سيما في مصر وتونس .
3. تمثل الإشكاليات المتعلقة بصندوق الاقتراع ،الابناء الشرعيين ، للاشكالية الأم المتمثلة بانقسام المجتمعات العربية من جهة انقساماً عمودياً ( دينياً ـ طائفياً ـ قبلياً ـ إثنياً ـ جهوياً )، وأفقياً ( أغنياء ـ فقراء) ومن جهة أخرى ، انقساماً مختلطاً ، متشابكاً ومتداخلاً ، بين أغلبية أمية جاهلة ومتدينة ، وأقلية متعلمة يغلب عليها الطابع العلماني الذي ينتمي من حيث الشكل إلى هذا الدين أو ذاك ، ولكن من حيث المضمون إلى قيم وعادات وتقاليد وثقافات الدول الأجنبية التي درسوا فيها ،وعادة ماينتمي معظم هؤلاء المتعلمين، إلى الأحزاب العلمانية ، ذات الطابع الوطني أو القومي أوالاشتراكي . وإذا كانت الأغلبية الساحقة من الجماهير الفقيرة والأمية ، غالباً مايكون موقعها الطبقي في قاعدة الهرم الإجتماعي ، فإن الأغلبية الساحقة من العلمانيين الذين أشرنا إليهم أعلاه ، إنما ينتمون إلى الطبقتين العليا والوسطى ، بينما يقف جزءً منهم إلى جانب الفئات الفقيرة والمستضعفة ، لأسباب أخلاقية أوايديولوجية.
هذا وقد عبَّرنا عن هذا الإنقسام ـ وهذا على سبيل المثال لاالحصر ـ في الحالة المصرية ، بالصراع بين أقلية من الأفندية أصحاب بنطلونات الجينز والياقات البيضاء والكاكي ، وبين الأكثرية من الفلاحين والكادحين البسطاء والمتدينين من أصحاب الدشاشات المحلية الصنع . ومن هنا نجمت وتنجم الإشكالية المتعلقة بصندوق الاقتراع في الربيع المصري ، حيث فاجأ هذا الصندوق فئة الأقلية من الأفندية ، بنجاح من لايرغبونه هم ، ولا يرغبه حلفاؤهم من العرب والأجانب ، وكان لابد من "الإنقلاب" عليه . واستبداله بصندوق سحري ، كذاك الذي سجد له محمد مصدق في طهران عام 1953 ، عندما جاءت نتائجه المزورة أمريكياً وبريطانياً لصالح الجنرال زاهدي الموالي لهما ، ولما سئل محمد مصدق عن سبب سجوده لهذا الصندوق، أجاب بسخرية ، لأنه صندوق مقدس ، تدخل فيه ورقة التصويت لصالح مصدق ، وتخرج منه لصالح شخص آخر (!!) .
4. وفي بلدي سورية تتحالف ، ضد ربيع دمشق ، وضد أطفال سوريه ،هذه الأيام ثلاث قوى ، هي :
ـ الطبيعة ( البرد المميت ،الثلج ، المطر ، الريح العاتية ،....) ،
ـ تكنولوجيا الدول المتطورة ( الطيران بنوعيه ، البراميل ، القنابل العنقودية ، الأسلحة الكيماوية ، الصواريخ من مختلف الأنواع ،....) ، والتي ترتب عليها تدمير البيوت وتشريد سكانها ، وتركهم في العراء ، فريسة للبرد والجوع والمرض .
ـ الطائفية المقيتة ،التي توظف التاريخ والجغرافية ، ضد الشعب السوري رجالاً ونساءً وأطفالاً.
يرى العالم اليوم ، حتى ولو كان أعوراً ، كيف تقف أسرة سورية مسالمة ،قبالة هؤلاء الأعداء عديمي الرحمة والشرف والحمية . أمٌّ يمكن أن يكون إسمها مريم أو زينب أو ماريا ،وطفل صغير بريء يمكن أن يكون إسمه عيسى أو موسى أو محمد ،أو علي ، وأب يحمل في إحدى يديه ربطة خبز ، وفي الأخرى لوحة فيها صورة ابنته ذات الثلاث عشرة سنة ، التي اغتصبها شبيحة بشار ، أمام أعين وبصر شبيحة الخامنئي والمالكي وحسن نصر الله ، وأيضاً صورة أحد أطفاله الذي ذبحه أحد الشبيحة بالسكين أمام سمع وبصر أبيه ،والذي بعد أن ذبح الطفل ، مسح دمه من على نصل السكين ، وقدمها من عيني الأب لكي يقرأ ماكتب عليها ، لقد كانت كلمة " ياحسين " (!!!)
5. سئلت كثيراً هذه الأيام عن رأيي بمؤتمر جنيف ، الذي من المنتظر أن ينعقد في 22.01.2014 ولقد كانت إجابتي على هذه التساؤلات القلقة والمشروعة هي التالية :
يقوم نظام بشار الأسد منذ بضعة أيام بهجمة شرسة ، وبمختلف أنواع الأسلحة الفتاكة والمدمرة ،على مختلف المدن والقرى السورية ، وقد ازدادت ضراوتها بعد تحديد موعد انعقاد المؤتمر ، وبعد إعلان أمريكا وإنجلترا عن وقف مساعداتهما الإنسانية لشمال سورية ( بعد أن استولت الجبهة الإسلامية على مدخل باب الهوا بين سوريا و تركيا ) . إن مانعتقده حول هذا التصعيد الهمجي والوحشي للنظام ضد الشعب السوري، هو أن هدفه الرئيسي ، إما المشاركة في المؤتمر من موقع المنتصر على الثورة ، وبالتالي فإن نتائج المؤتمر وقراراته سوف تصب جميعها في طاحونة استمراره كنظام ، سواء ببشارأو بدونه ( الحل اليمني ) ، أو أن يدفع بقيادات الثورة في الداخل والخارج إلى رفض المشاركة في جنيف جملة وتفصيلاً ، إذا ماتعرضت لخسائر مادية ومعنوية كبيرة بما يمثل أيضاً انتصاراً سياسيا له على الثورة أمام الرأ ي العام العالمي ، وبالذات أمام الدولتين الأعظم ، أمريكا وروسيا .
وهنالك احتمال ثالث لابد من طرحه ، وهو أن تكون عزازيل ( بعض الدول الكبرى ) وراء هذا التصعيد بهدف شق المعارضة ، وخلق حالة من عدم الثقة بين عناصرها وأطرافها المختلفة ، وإضعافها ، وبالتالي إضعاف الثورة وشرذمتها ،وتفتيت قواها الفاعلة ، وإعادة الأمور إلى ماكانت عليه قبل 18.03.2011.
إن ماينبغي قوله حول هذا الموضوع ،والذي من المفروض أن يعرفه الجميع ، في الداخل والخارج ، هو أن الحراك الثوري الذي انفجر في 15-18 آذار 2011 لم يكن بأوامرأتت من جنيف ولا من غير جنيف ، وبالتالي فإن العلاقة الأخوية والنضالية بين كافة فصائل المعارضة لن تفك أواصرها أيضاً ، لاجنيف ولا غير جنيف ، ولابد من تذكير الجميع بأن شعار" واحد واحد واحد ـ الشعب السوري واحد" و " الشعب يريد إسقاط النظام " سيظلاَّن هما خارطة طريق الثورة ، حتى النصر .