الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خوف على عرسال ووادي خالد بعد القصير ...14 آذار: التعامل مع "حزب الله" سيختلف

خوف على عرسال ووادي خالد بعد القصير ...14 آذار: التعامل مع "حزب الله" سيختلف

08.06.2013
ايلي الحاج

النهار
السبت 8/6/2013
استشعر تحالف 14 آذار خطراً شديداً على الوضع اللبناني بعد إعلان سيطرة الجيش النظامي السوري وقوات "حزب الله" على مدينة القصير السورية. أدرك أن التعامل مع "حزب الله" بعد هذا التطور الدراماتيكي في الدولة الجارة والنازفة لن يكون كما قبله. أسلوب الحزب أيضاً لن يبقى كما كان بعدما تصرّف على أنه ذراع إيرانية في المنطقة، وجزء من قوة إقليمية كبيرة تتطلع إلى السيطرة على هذه المنطقة من العالم العربي، خالعاً عنه الأقنعة والقفازات هذه المرة.
تكثفت الاتصالات البعيدة عن الإعلام مع توارد أخبار القصير من سوريا، بين قيادات قوى 14 آذار. وتقررت خطوات ارتأت المصادر عدم كشفها، باستثناء أن اجتماعات على مستويات متعددة ستنعقد بين قوى التحالف السيادي وشخصياته الاسبوع المقبل، للتشاور والتفكير في سبل مواجهة المرحلة المقبلة والمحفوفة بالتحديات.
" عينكم على عرسال". يقول سياسي بناء على معلومات تقاطعت لديه. يوافقه سياسيون آخرون من الفريق نفسه (14 آذار). في ترجيحاتهم، عاجلاً أم آجلاً ستتجه قوات من تحالف الجيش السوري- "حزب الله" إلى الحدود الشرقية للبنان مع سوريا لتطويع البلدات والقرى المؤيدة للثوار، والمفتوحة على عرسال بطرق ومعابر عديدة. ماذا سيكون موقف الجيش اللبناني إذا هوجمت عرسال، أو إذا طُوقت من كل جانب بسبب احتضانها الثوار، فضلاً عن الأعداد الكبيرة من النازحين؟ هل يتصدى للمهاجمين، أو للثوار "المتسللين" الذين يتعاطف معهم الأهالي؟
تذهب المخاوف أيضاً إلى منطقة وادي خالد في ضوء الاعتبار نفسه: ضرورة تأمين سيطرة النظام تماما، إذا استطاع، على الطرق بين دمشق والساحل السوري. تشكل منطقة وادي خالد خلفية للثوار في بقعة تلكلخ السورية ومحيطها. ويجهد الأمن اللبناني عبثاً في ضبط الحدود ومنع انتقال السلاح والمسلحين عبرها. لكن موقفه يختلف – على ما يُلاحظ "الآذاريون"، عندما يتعلق الأمر بانتقال وحدات "حزب الله" بأسلحتها الثقيلة والخفيفة وآلياتها العسكرية بين البلدين، عبر الحدود المفتوحة على غاربها شرقا وشمالاً في بعلبك والهرمل. لم تُسجّل أي محاولة حتى لتوقيف مسلح واحد هناك.
لكن ما تلى سقوط القصير بيد الجيش السوري والحزب من احتفالات بالنصر في مناطق سيطرة الحزب وخطاب وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور أمام مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة هو الذي دفع قيادات في 14 آذار إلى اقتناع أقرب ما يكون إلى اليقين: "إن حزب الله يُدخل لبنان في أجواء حرب أهلية".
ويشرحون الأسباب الموجبة ليقينهم: عندما يُعلن الحزب مشاركته في معارك القصير التي كانت عبارة عن مذبحة في نظر جزء واسع من مواطنيه اللبنانيين، فإنه يبلغ من يعنيهم الأمر في البلاد والخارج أن لا إمكان بعد اليوم لمشاركته مع بقية اللبنانيين في حكومة واحدة. ومشاهد الاحتفالات الاستفزازية كان المقصود منها إبلاغ رسالة أن مشاعركم لا تعنينا. تماما على غرار الرسائل المشابهة التي وجهها إلى بقية اللبنانيين بتوزيع الحلوى على الطرق بعيد اغتيال قياديين من قوى 14 آذار.
يأسف السياسيون الآذاريون لأن المؤشرات إلى هذا التطور الكبير كانت واضحة لكنها لم تحل دون المضي بعيداً في حسابات واعتبارات ومعايير ضيقة الأفق وشديدة المحلية، مثل المنافسات والترشيحات لانتخابات تأكد أنها من الأساس كانت في مؤخرة اهتمامات الحزب ذي التطلعات الإقليمية الكبيرة.
والآن؟ ما العمل؟
الخطاب الوحيد الممكن حالياً بالنسبة إلى 14 آذار هو الذي استخدمه أمس الرئيس فؤاد السنيورة في صيدا. ستليه خطوات من أجل التصدي مهما كلف الأمر لتوجه الحزب إلى إعادة إنتاج أجواء الحرب بين اللبنانيين. تريد 14 آذار لنفسها أن تكون قوة من أجل السلام الداخلي ولكن فاعلة. هل ستنجح؟