الرئيسة \  واحة اللقاء  \  خيار الضغط لإنهاء الأزمة السورية في القمة العربية

خيار الضغط لإنهاء الأزمة السورية في القمة العربية

11.03.2014
الوطن السعودية


الاثنين 10/3/2014
مع اقتراب موعد القمة العربية المقبلة، المقرر انعقادها في الخامس والعشرين من مارس الجاري، يفترض العمل على حسم مسألة مقعد سورية الشاغر حاليا، تلك المسألة التي تزداد إلحاحا، خاصة بعد فشل مفاوضات "جنيف2" بين النظام السوري والمعارضة، وما تبع ذلك من تصعيد عسكري من قبل النظام في المدن السورية، وبناء عليه يمكن تنفيذ قرارات جامعة الدول العربية المتعلقة بشغل المقعد، وبالتالي المقاعد في المنظمات والهيئات التابعة للجامعة.
لذلك، فإنه من الجيد في هذه المرحلة أن تتجاوز المعارضة السورية خلافاتها وتعود تلم شملها، فالمنطق يقتضي منها الاجتماع على موقف واحد ما دام الهدف مشتركا، وهو تخليص الشعب السوري مما هو فيه. ومن هنا فإن دعوة الكتل المنسحبة في الائتلاف الوطني السوري المعارض جميع أعضائها للعودة إلى الائتلاف، تعد مؤشرا جيدا على توحيد الصفوف من أجل التعاون مع الدول العربية؛ كي يكون عندها ورقة تستخدمها للضغط في الأمم المتحدة، أو تواجه بها الدول الكبرى التي تتذرع بعدم وجود معارضة موحدة.
خيار التفاوض مع النظام لم يعد مجديا، وخيار توحد المعارضة هو ما سوف يغير المعادلات والتوازنات، ومن الجيد أن الكتل المنسحبة من الائتلاف السوري المعارض أعادت نشاطها تحت مظلة الائتلاف، فذلك ما سيربك النظام السوري ومن يدعمه من قوى خارجية ويجعلها تعيد حساباتها لعلها تنهج المسار الصحيح الذي ينهي الأزمة ويخلص الشعب السوري من معاناته التي اقتربت مدتها من ثلاث سنوات.
بناء عليه، لا بد أن تنهي المعارضة السورية خلافاتها على الجزئيات، وتصب جل اهتمامها في الهدف الأبرز الذي تقود إليه تلك الجزئيات، فما هو معروف لأي مراقب أو متابع للشأن أن النظام السوري لا غاية له اليوم سوى تمديد الوقت لكسب شيء ما على الأرض، ولهذا السبب فإنه قبل بالدخول في مفاوضات "جنيف2"، وأوجد ذريعة مناقشة الإرهاب لتعطيل المفاوضات ليضيع الوقت، ويبعد النقاش حول أهم النقاط التي نتجت عن "جنيف1"، وهي تشكيل حكومة انتقالية.
القمة العربية على الأبواب، واحتمال حضور الائتلاف السوري المعارض قوي لتمثيل الشعب السوري، أو على الأقل إلقاء كلمة توضح الواقع الحقيقي للقادة العرب، فالأزمة السورية سوف تشغل حيزا كبيرا من حوارات القمة، ويفترض أن يتفق العرب على وسائل الضغط لإنهائها.