الرئيسة \  واحة اللقاء  \  داخل سورية.. حرب عالمية مصغّرة!!

داخل سورية.. حرب عالمية مصغّرة!!

11.06.2013
يوسف الكويليت

الرياض
الثلاثاء 11/6/2013
    في غزو اليابان للصين، قال استراتيجي عسكري صيني «انسحبوا إلى المدن الكبرى ودعوا اليابانيين يحتلونها، لتكون مقابرهم» والزعيم الجزائري هواري بومدين نصح زعماء سورية ومصر والأردن بفتح المدن للجيش الإسرائيلي لتكون نهاية أسطورة جيشهم..
والمتعارف عليه أن حروب المدن هي التي أنهكت الجيوش الكبرى الغازية، وحزب الله الذي احتفل برفع أعلامه على قرية القصير، وإعلانها منطقة شيعية سوف يذهب لما هو أكبر؛ حيث يعتزم مع فيلق المالكي العراقي وقوة الأسد، إعادة احتلال حلب وهي بقراها تساوي ثلاثة أرباع لبنان، وقد تتحول إلى مفصل الهزيمة للحلف الثلاثي ولعلها نفس الصورة التي ورطت بتضاريسها وحجم سكانها مثل هذه الجيوش..
بوتين الرئيس الروسي تخلص من أزمته الداخلية في طلاق زوجته ليتفرغ للزواج العرفي مع نظاميْ الأسد، وإيران، وهو يعرف من خلال سيرة بلده كيف أن مدينة «ستالين جراد» هي التي هزمت الجيوش النازية بمقاومتها، والمدن السورية مثلما قهرت آخر المستعمرين الفرنسيين، ستجد روسيا أنها تكرر خطأ هتلر ومغامرة الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، وتشابك القضايا وتداخلها بين السياسي والديني سوف يدفع بالآلاف وربما ما يزيد عليها في التطوع لقتال النظام وحلفائه وقد تكون سورية الصيغة المكررة لأفغانستان، لتحصل على ما هو أكبر من المتطوعين إلى تدفق الدعم العسكري والمادي ما يعني حرب العشرين عاماً القادمة، والسؤال: هل بمقدور روسيا أن تستمر بالمعركة كفخ نصبه لها الغرب باستنزافها مع إيران في سورية، وأنه لا مانع أن تبقى أطلالاً يحارب في مداخلها ومساربها جيوش تستعد للتضحيات بدافع العقيدة المضادة، والهدف الذي يلتقي مع مبدأ الثوار ويعادي كل من يريد كسر شعب يسعى للحرية؟!
العراق سوف يكون الجبهة الثانية، فهو غارق بالتفجيرات اليومية، ولا تملك دولة المالكي مقومات الدفاع عن وجودها، ما جعل أنصاره، لا يفكرون بكيف يقف، ولكن كيف يتصرف وأكثرية شعبه حتى من أنصاره ترى فيه صورة العاجز، وستضيف له أزمة سورية طوقاً خانقاً طالما دخل معتركها ليكون أحد راسمي الهلال الشيعي، وبمزاعم عودة الإمبراطورية الفارسية التي ستتمدد على الوطن العربي وآسيا الوسطى وأجزاء من أفريقيا، وهو الوهم الجديد الذي نسي أن عصر الإمبراطوريات انتهى مع بريطانيا في حربها في السويس ليكون ختام تاريخ مضى..
وكما فعل المالكي في جرّ العراق إلى معركة غير متكافئة مع الداخل والخارج، فنصرالله ورّط لبنان في واقع جديد، حيث تراوده نفس الأحلام، لكن لبنان الذي جرب ويلات الحروب من القرن الثامن عشر وحتى اليوم لا يريد استبدال سلطة سورية أثناء الحرب الأهلية بهيمنة حزب الله، وإلا دخل النفق المظلم حيث من السهل أن يكون بؤرة حروب تلتقي فيها التصفيات العربية مع الإقليمية والدولية، وهو بعد العراق واليمن الذي كل طوائفه تملك السلاح، ودولته أصبحت من الضعف لدرجة عجزت عن أن تصرح بأخطاء وتجاوزات حزب الله، وقد يغفر لها أنها لا تزال دولة طوائف لا بلداً متحداً، وحزب الله هو المسلح والموحد للعب دور الحاكم، غير أن تورطه في سورية يعد هدية ثمينة لبعض الأحزاب والطوائف التي تعاديه طالما تورط بما هو أكبر من حجمه ومن أدواره الأخرى..