الرئيسة \  واحة اللقاء  \  داعش أم داشر؟

داعش أم داشر؟

07.01.2014
حلمي الأسمر


الدستور
الاثنين 6/1/2014
في الأخبار أن جبهة علماء حلب، أعلنت عن حظرها للتنظيم المسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف بـ"داعش"، وأصدرت فتوى شرعية بوجوب انتقال عناصره إلى فصائل أخرى، فما الذي يدفع هؤلاء العلماء لإصدار فتوى بهذا الأمر؟
تقول الجبهة في بيانها، إن "التنظيم لم يخضع للشرع في جميع جرائمه ونزاعاته مع الفصائل الأخرى، وعدم تسليم الجناة للقضاء الشرعي، وعدم قيامهم بمعاقبة الجناة في محاكمهم، فضلا عن استباحة الدم الحرام، ورفضهم للدعوات المتكررة ـ الشفهية والرسمية ـ من الشرعيين والعسكريين، بالإعلان صراحة، بعدم كفر غيرهم من المجاهدين وتحريم تكفيرهم، إضافة إلى عدم طردهم لعملاء النظام من بين صفوفهم".
وقررت الجبهة بناء على ذلك في بيانها "عدم الاعتراف بتنظيم "داعش"، بجميع هياكله وتنظيماته"، معتبرة إياه "فصيلا باغياً على قيادة التنظيم الجهادي العالمي، فهو مخالف بذلك لطرق تنصيب الإمام المعتبرة عند أهل السنة والجماعة من كل الوجوه". كما اعتبرت الجبهة أن الفصيل "يعد خارجاً على المسلمين برفعه السلاح عليهم صراحة، ويجب على جميع عناصره تركه، والانضمام إلى المجموعات الجهادية المعتبرة".
على الصعيد الميداني ووفق ما يقوله المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن مقاتلين من الجبهة الإسلامية -المؤلفة من عدة ألوية إسلامية كانت في السابق على صلة وثيقة بالدولة الإسلامية في العراق والشام- خاضوا معارك عنيفة مع جماعة "داعش" في محافظة حلب الشمالية، وقال المرصد إن ما لا يقل عن 60 شخصا قتلوا في الاشتباكات، والأخطر ما نقله المصدر ونشطاء آخرون عن تقارير غير مؤكدة قولها إن مقاتلي الدولة الإسلامية في قرية حارم التي تبعد نحو كيلومترين عن الحدود التركية قتلوا 30 أسيرا بعد أن حاصرهم مقاتلو المعارضة..
 وفي العراق كما في الشام، ثمة أخبار عن "تصدي" مقاتلين عراقيين لرجال "داعش" هذه بعد أن استسهلوا قتل الناس والتنكيل بهم، على نحو مناقض للشرع، الذي تشدد أيما تشدد في إراقة دم المسلم، مما لم يلتزم به هؤلاء، يقول الله في كتابه العزيز: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) (الإسراء:33).ويقول تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) (النساء:93).
- وثبت في الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْكَبَائِرَ -أَوْ سُئِلَ عَنِ الْكَبَائِرِ- فَقَالَ: (الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ). وَقَالَ: (أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟!) قَالَ: (قَوْلُ الزُّورِ). أَوْ قَالَ: (شَهَادَةُ الزُّورِ). قَالَ شُعْبَةُ: "وَأَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّهُ: شَهَادَةُ الزُّورِ". (رواه البخاري ومسلم).
فأين هؤلاء من حرمة دم المسلم وهي حرمة مقدمة على حرمة الكعبة المشرفة، بل حرمة دم المسلم أعظم عند الله -عز وجل- من زوال الدنيا، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ) (رواه الترمذي والنسائي، وصححه الألباني). وفي رواية أخرى عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- بسند صحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَزَوَال الْدُّنْيَا أَهْوَن عَلَى الْلَّه مِن قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْر حَقٍ، وَلَو أَنَّ أَهْل سَمَاوَاتِه وَأَهْل أَرْضِهِ اشْتَرَكُوْا فِي دَم مُؤْمِنٍ؛ لأَدْخَلَهُمُ الْلَّهُ الْنَّارَ). وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في "صحيح الترغيب 2/629".
هل يدرك هؤلاء ماذا يفعلون؟ هل هم "داعشون" أم داشرون عاثوا فسادا في الأرض، وشوهوا صورة الإسلام والمسلمين؟ أي مصيبة أصابت هذه الأمة بمثل هؤلاء؟؟