الرئيسة \  واحة اللقاء  \  داعش إرهابية... حزب الله ماذا ؟ !

داعش إرهابية... حزب الله ماذا ؟ !

29.12.2013
خلف الحربي


عكاظ
السبت 28/12/2013
لا أختلف مع كل من يصف الجماعات الجهادية التي تقاتل في سوريا مثل داعش والنصرة بأنها حركات إرهابية ولكن ما هو تصنيف حزب الله ولواء أبو الفضل العباس؟، لقد شارك حزب الله ولواء أبو الفضل العباس في العديد من المجازر ضد المدنيين في سوريا واحتلا أراض عربية وشردوا أهلها فأي تصنيف يستحقه هذان التنظيمان اللذين رضع عناصرهما الحقد الطائفي منذ الطفولة ولم يكذبا خبرا حين لاحت لهما الفرصة لتفريغ هذا الحقد في الشعب السوري الشقيق ؟!.
يخطئ من يظن أن سكوته على جرائم حزب الله ولواء أبو الفضل العباس وغيرهما من التظيمات المحسوبة على الطائفة الشيعية يمكن أن يمر مرور الكرام، فمثل هذا السكوت والتغاضي هو الذي يشكل العامل الأساسي لظهور تنظيمات دموية سنية أسوأ من داعش، ومثل هذا السكوت يقود الدول إلى حالة عجيبة من الهوان المؤسف مثل تلك التي يمر بها لبنان الشقيق حيث الحكومة لا شأن لها بقرار الحرب ولا قرار السلام كما أنها غير معنية بالمقاتلين الذين يعبرون حدودها في وضح النهار ولا تملك الجرأة حتى على السؤال عن أعدادهم وأسمائهم ! .
وقبل أن تمطرنا الاتهامات الجاهزة بالطائفية فإننا ننوه بأننا في هذا العمود تحدثنا عشرات المرات عن جرائم القاعدة في كل مكان في العالم، وكنا دائما ضد أي دعوة متعصبة تسعى إلى الفتنة بين المسلمين على اختلاف طوائفهم ولكن هذا لا يعني قبولنا باللعبة الذهنية اللئيمة التي تحاول أن تمنح تنظيمات مثل حزب الله ولواء أبو الفضل العباس تصنيفات أخرى غير الإرهاب، فالتنظيم الذي يفجر ويقتل باسم الدين ويدرب المقاتلين خارج إطار الدولة هو بالتأكيد تنظيم إرهابي مثله مثل القاعدة بل هو أسوأ منها لأنه يفعل ذلك لحساب دولة أجنبية (إيران) ! .
هذه التنظيمات التي تحمل وجها عربيا وقلبا فارسيا أدت إلى ضياع ثلاث دول عربية هي لبنان والعراق وسوريا وخطرها على الأمة العربية لا يقل عن خطر القاعدة، وقد نجحت بفضل الدعم الإيراني غير المحدود من التحكم بالقرار السياسي في بغداد وبيروت بل وأصبحت جزءا من الحكومة التي علينا أن نفترض أنها حكومة بلد شقيق وندين معها إرهاب داعش ونعذرها على عدم إدانة التنظيمات الإرهابية الأخرى كي لا نحرجها مع بعض أعضاء الحكومة ! .
كل حرب على الإرهاب تستثني هذه التنظيمات ستكون بالتأكيد حربا خاسرة بل إنها مع مرور الأيام سوف توفر غطاء شعبيا واسعا لتنظيم القاعدة لأن المسطرة هنا طائفية ولا تمت للعدالة بصلة، وسوف يترسخ في أذهان العامة أن تأييدهم للقاعدة هو السبيل الوحيد لصد إرهاب حزب الله ومن يدورون معه في ذات الفلك الإيراني ! .